الى الاستاذ ميشيل كيلو

مواطني الكريم

تحية سورية

ترددت كثيرا في الكتابة إليك تعليقا على ما تفضلت به  في لقائك على قناة سفك الدم السوري ومع تيسير علوني المعروف بتوجهاته القاعدية ، وما ترددي سوى قناعتي بأن حوار العقل قد تلاشى في ظل مواقف باتت أشبه بالإيمان الغيبي بها نظرا لما رتَّبته من نتائج على أرض الواقع ، لكني آليت على نفسي الكتابة لأفرغ ما فيها من تساؤلات أقلقتني طوال الفترة الفاصلة بين اللقاء والرد ، ذلك أن التناقضات التي حفل بها هذا اللقاء لم تبرح تفكيري متسائلا إن باتت سورية مادة إعلامية لا ترى واقعا ولا تخجل من تناقض وتلقى بالرأي على عواهنه دون احترام للمتلقي بل وعلى العكس من ذلك فسياقها إنما يستخفُّ من حيث يدري أو لا يدري بفكر المتلقي أيا كان انتماءه ..

ردا على اعتراف القاعدي تيسير علوني ب / الاٌئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية شهد منذ تأسيسه أداءً بطيئا متعثرا,../ تفضلتم بالرد عليه قائلين : “  برنامجنا يقوم على فكرة بسيطة جدا هي إعادة  إحياء الوطنية السورية باعتبارها  فكرة جامعة ومهمة جامعة وهدف جامع لنا جميعا كسوريين ” والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو : هل هذا البرنامج الذي تدَّعون العمل عليه هو فعلا لجميع السوريين أم أنه موجه ـ ومن دون دراية ـ للبعض من سوريين يدعون المعارضة لمنافع شخصية بحتة  لا علاقة لها بسورية شعبا وأرضاً  ، سوريون أنت نفسك قلت فيهم أنهم يعانون من ”    خلافات بين أعضائه وكتله وهي خلافات طبيعية لكنها تحولت بمرور الوقت لتناقضات للأسف الشديد وأخذت هذه التناقضات تأكل التناقض الرئيسي بيننا كمعارضة وبين الشعب السوري وبين النظام ..” فأنتم تعترفون بوجود تناقضات في ما بينكم من جهة وبينكم وبين الشعب السوري من جهة ثانية وبينكم وبين الدولة السورية ( النظام وفق مصطلحاتكم ) من جهة ثالثة والسؤال هو : كيف يمكن مُؤآلفة  جملة من الخلافات التي تحولت إلى تناقضات ، خلافات تحولت لتناقضات !!!   بعوامل وأسباب لم تأتي على ذكرها لكنها تبقى ـ وإن لم تصرح بها ـ ماثلة في ذهنيَّتكم من حيث ايديولوجيتها وارتباطاتها بجهات لا تريد أن ترى خيراً لسورية أرضاً وشعبا ، ومع إيمانكم بصعوبة حلِّ هذه الخلافات التناقضية ، يبقى التناقض الأساس بينكم وبين الشعب السوري الذي فقدتم  صلتكم به ـ المباشرة وغير المباشرة ـ لا لشيء إنما لأنكم فضلتم الابتعاد عنه ، حيث أمانكم الشخصي وحتى الأسروي ، ـ أما يعانيه هذا الشعب ، فلا شأن لكم به ، لا شأن لكم بجوعه وفقره وتشرده وقتله واغتصاب طهارته و..و.. ويبقى السؤال : هو كيف استشعرتم هذا التناقض بينكم وبين الشعب ؟ وفي حال من هكذا وضع هل ما زلتم تمثلون ـ على الأقل ـ بعضا منه؟!  وكيف ذاك وأنتم تُقروُّن بوجود هذا التناقض الذي لم تبينوا لنا ماهيته ـ  أسبابا وأساليبا وأهدافا ـ وهل يمكن حله ، على الرغم من البعد المكاني الذي يفصلكم عنه ، من جهة ، والمدى الزمني لحل هكذا تناقض ،من جهة ثانية؟ والأهم من كل ما تقدم ، أن هذا الشعب يقبع تحت ضغط الحاجة اليومية والرعب القاتل في كل لحظة وفي كل حركة ومن كل شيء يدب على وجه الأرض !!!  فكأني بكم لا تبالون بهذا الشعب ولا بهذا الوطن عبر إطلاق الحل لمداه الزمني الذي يريده كل من يضمر الشر لسورية أرضا وشعبا ..

في التناقض الرئيس بينكم وبين الدولة السورية (  النظام ) ، وفق مصطلحاتكم  ، لم نستشعر أي طريق لحل هذا التناقض ، فهل ما زلتم تصرون على ضرورة إسقاطه على الرغم من كل ما تبينتموه  من استحالة ذلك سياسيا وعسكريا بل وجماهيريا ، وتحديدا هذه الأخيرة التي باتت واضحة للقاصي والداني وهي أن الشعب ملَّكم وملَّ طروحاتكم وحريتكم وديموقراطيَّتكم ومختلف الشعارات التي سبق وطرحت وغررت بالسذج من الشباب الذي راح ضحية تغريركم به ، فأصبح شعار حريتكم ( شي عار ) عليكم وعلى كل من ساهم ويساهم في ما تدعون الدفاع عنه …

أقول هذا لأنني لم أستمع ، ومنذ داية الأحداث في سورية لمثل التحليل الذي تقدمتم به في لقائكم المذكور ، والذي أتقدم بالشكر الجزيل لكم لإيضاحكم هذا الكم الهائل من التناقضات بين مختلف أطراف ( المعارضة ) الذي يستحيل الجمع بينها خاصة وأنتم القائلين “محاولات بعض القوى لإقصاء قوى أخرى ، عدم وجود برنامج وطني مشترك لكل قوى المعارضة السورية ،  عدم تقديم خطة سياسية وخطة عملية للنضال على الأرض ، مثلا هذا التشرزم الفظيع الموجود في كل مكان على المستويين السياسي والعسكري ، مثلا هذا التخبط وانعدام الرؤية المستقبلية بما في ذلك رؤية المستقبل القريب جدا .. الخلافات لها أسباب كثيرة أهمها على الاطلاق ارتباط جهات بالائتلاف بجهات خارجية ، هذا الاختراق الخارجي للجسم الوطني السوري يكاد أن يدمر سورية في كل القطعات ..مال سياسي ونفوذ سياسي ..  لم يبقى أحد في العالم لم يأتِ كي يتدخل في طريقة التوسعة وفي ما إذ كانت تتم أو لا تتم .. لا سفراء  ولا نواب خارجية ولا وزراء خارجية وناس صرنا نحكي معون أكتر ما نحكي مع بعضنا … ”

بربك ،مواطني المحترم،  هل تعتقد أنه يمكن الوصول لشيء ما في وسط كهذا الذي تصفه ؟؟؟ ! وهل مطلوب من الشعب  السوري أن يبقى في معاناته جتى تتمكنون من حلِّ خلافات معارضاتكم المنتشرة في كل أصقاع الدنيا .. هل من واجبنا أن نبقى مشردين منتَهكيى الأعراض لحين فضِّ خلافات هي خلافات ارتباطات ومال سياسي وتدخلات خارجية ـ  كما تقول أنت   ـ تساؤلات أتركها لك إن شئتَ الرد ، علما بأنني بتُّ مقتنعا بأنكم القناة الوحيدة للتدخل الخارجي الاستعماري لسورية تمهيدا لهيمنة دولة العدوان على المنطقة كما تذهبون اليه أنتم في خلاصة تحليلكم …

لكن الأبرز في لقائك المنوَّه عنه قولك :”  الموقف الدولي الحاكم في سورية إن كان الروس والأمريكان يقوم على غرض رئيسي تدمير سورية كقوة كبيرة في المشرق متماسكة لها تاريخ نضالي كبير ، فيها شعب موحد .. 

والسؤال هو:  من هذه ال سورية التي تتحدث عنها ؟ هل هي سورية ما بعد آذار 2011 ،  سورية المدمرة المنهكة المتعبة النازفة جراحها دماء شبابها ومثقفيها وعلمائها وكوادرها ؟ أم أنها سورية ما قبل السادس عشرة من تشرين 1971 ، المرهقة بانقلاباتها والمتصارعة أطيافها ، وتحديدا السياسية ، بين حلف بغداد ووحدة عبد الناصر وانفصال وبعث لم تتوحد أطيافه على مدى نصف قرن ؟… أم أنها سورية الأربعين عاما من حكم الرئيس حافظ الأسد والرئيس بشار الأسد الذي جعل من سورية “.. قوة كبيرة ..متماسكة .. لها تاريخ نضالي كبير .. وشعب موحد.. ” وأضيف على توصيفك هذا ، /  صفر مديونية ، طبابة مجانية ، تعليم مجاني ، انتاج دوائي يقارب 95% من الاحتياجات الدوائية ، احتياطي نقدي لم يكن أحد ليفطن اليه حيث اعتقد الجميع أنه المنهوب من الناتج الوطني .. الخ / سورية القوية المتماسكة ذات التاريخ النضالي الكبير ، سورية حيث صفر مشاكل مع جيرانها وتاليا العالم .. سورية المقاومة الممانعة التي لم تتخلَ يوما عن مفهوم أن الحرب بيننا بين يهود الداخل والخارج معا هي حرب وجود لا حرب حدود وهي الدائرة رحاها حاليا على الأرض السورية ، لذلك هي شرسة شراسة الهجمة التي تشنُّ علينا عبر معارضتكم  .. عن أية سورية تتحدث عن سورية الفيديوهات المرفقة بهذه الرسالة أم عن مشردي العالم الذين جاؤوا يجاهدون في سورية والذين تمثلهم الصورة المرفقة والضحايا من شباب في عمر الورود راحوا ضحية معارضة لن يذكرها التاريخ إلا بالنجسة الدنِسة المرتزِقة المتحالفة مع اليهود لتبيع مسيحها بثلاثين من الفضة .. 

تفضلوا بقبول اعتذاري عن قساوتي في مهاجمتكم فما نعانيه يبدو، على ما جاء في رسالتي،  قليل…   

http://www.youtube.com/watch?v=3PYcoou7mPM

     http://www.youtube.com/watch?v=vD4pMQ-gWJk   هذا هو/جيشكم الحر /

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=DSD41P28jFs   وهذا هو رأي الشعب بكم ، وهو الواقع تحت سيطرة / جيشكم الحر/ 

 

                             http://www.youtube.com/watch?v=elbRovib0Jc                                              جورج معماري