إليك وحدك

صـــاغك اللــه إلاه الغـــــــزل

منـــذ بــدء الكـــون حتى الأزلِ

ورأى فيـــك مثـــــالا ولـــــــه

رتـــــل العشــــق بصوت جـزلِ

راعـــه في خلقــــه ما صنعت

يــــده من حســنك المكتمـلِ

ورأى أنــي لـــه شـــــــــاعره

شــعرهُ من بعضِ ما لم يَقُـــلِ

فجمــالٌ مثـــــلُ مـا أنـــتِ بـه

يسلب اللــبَّ بــــصبِّ المـقلِ

كتلُّ ما فيـك جميـــلٌ وغــــدى

مضْرَبَ الحُسـْنِ وحُسْنَ المثل

أنــــتِ من أوحى بحبٍ وهوىً

وبعشــــــــــــقٍ وغــــرام الأُوَلِ

فبعينيـــك ربيــــعٌ خَضِــــــــــلٌ

وانــــــــــــتظارٌ ورعٌ إن يَطُـــــــلِ

ويـــــمنيني بـــوصلٍ بـــــــــــغدٍ

ويـــــــح قلبي منك إن لم تَصِلِ

مـــا فـــؤادي إلاَّ مــــا أنـــتِ بـه

يشـــــتكي الهـــمَّ بجرحِ المللِ

نكتـــفي بالشوقِ وعداً وجــوىً

ونهـــــــــابُ الحبَّ خــوفَ الزللِ

نــــــصطلي نارَ ولــــــوعٍ وجوى

وصقيــعٌ لـــــــــــــفنا من خطلِ

نـــعرفُ الحبَّ حنيـــــنا ومنــىً

لا يشـــــــوبُ الحبَّ قبحُ العطلِ

بلســــــــــــــــمُ الآلام فيه وبه

مهجةٌ نشـــــــوى بضوعِ الأملِ

هـــذه حــــالُ قلوبٍ عشــــقت

فمتى نــــطوي شـــراعَ الوجـلِ

فــــــــــــــــــــيغنينا بلحنٍ وتـــرٌ

ويـــــعرّي الصــــمتَ بوحُ الخجلِ

فـــإذا منكِ الخــــــوابي اعتُصِرَتْ

خــــــمرةً من طيب شهد عسلِ

رَشَــفَتْ بعضي شــفاهٌ وشـدتْ

من لـذيــذ العشـق طعـم القبلِ

شــــهدها ما زال يُغري شفتي

وعليــــــــــها بـعـــضهُ لمْ يــــَزَلِ

شــــــــاعرٌ غنى قصيدا وبـــكى

عِــــــــــــــلَّةٌ ما بعدها من عِلَلِ

أنــــه ما دامَ حـــــيّـــــــاً دنـــــفٌ

دنـــــــــفٌ حنى دنــــــــوِ الأجل