حُلُمٌ

حـلم هـذا أم تـراه خيــــــالي       صـاغ وهمـي حقيقــة فبـدى لي

مـن بعيـــد حــداؤه كســرابٍ       فتساءلتُ والرجــــــاءُ ســــؤالي

أهــو الوجــد جـنَّ بي وتمنّْى      أم تـرى الحبُّ قــادم لــوصــالي

ما تـيقنتُ من ســؤالي ولكــن     عاودتـــني من وقعـــه آمـــــالي

فـتطلعتُ في المــدى ويميني       تمســــح الهمَّ عن جبيني فحالي

نـــاء من وطأة الهمومِ عليه       رغــمَ  أني أحكمتــها بشــــمالي

إنــــه الحبُّ كيف أُنــكرُ ظني      جاهداً يسعى هاتــــفاً لا تبــــالي

فــأحــثُّ الخطى إليه وأعـدو       ثــمَّ ألقـي عن كـاهــــلي أحمالي

وأضمُّ الهوى لصدري فتسري     رعشةُ الحبِّ منه في أوصـــالي

ويـــعودُ الهــوى إلــيَّ يُغنـــّْي     أنـت حبـي وفرحتـي ومـــــــآلي

فــأردُّ الغنـــى ، بـــآهٍ حبيــبي      أنــت حبـي وفرحتـي ومــــــآلي

واحتــــي أنتَ كم قطعتُ قفاراً     كي أصــــلها فهل أحـــطُّ رحالي

ثمَّ أشـــــــكو إليك همّاً توالى      مــــلَّ مني ومـــــلَّ منه احتمالي

     

بعـدكَ العمرُ من دموعي سقاني   كــلما جـــاءَ عاتــباًً ورمــــــاني

بسؤالٍ : كيف الأسى وهمومي    واكبـت يومي والزمـان ســباني

فغدي بات من همومي قصيّاً      بات وحشاً يعيشُ في أشـــجاني

لم يعد لي غير التذكر سلوى      غير أمســي وأنتَ فيه الأمـــاني

فــجمالي وكم تـغزَّلتَ فيـــــه       وانشـــراحي وفتــنتي وافتـناني

هجروني في وحدتي لسقامي      يــــوم يـأسي في أوْجِهِ أردانــي

فكتـــمتُ الهوى بـقلبي أنيـــناً      والتيـــاعاً تـراه فـي أجفـــــــاني

     

وصــــغارٌ ألفـ،تُ فيهم شبابي     ومعـاني خصــــوبتي وعــــذابي

لو تراهم وهم حيارى لدمـعي     لو تراهمْ يشكونَ همَّ اضطـرابي

لو تراهمْ والدمع منهم سؤالٌ      حـــائرٌ في عيــونهم وجــــوابي

ضمـةٌ بـعد قبــــــــلةٍ وعناقٌ       وعتــابٌ لحيــــرتي وارتيـــــابي

إنـــهم كل ما تــــبقى وزادي       في دروبي ، ببـــلوتي ، وايـابي

ورفيـــــقاً قد بات عني بعيداً       وقريــباً بــــــــهم أراهُ ببــــــابي

فـزرعتُ الضنى احتمالاً وصبراً   ونســوغا يحيــــا بهــا أحبـــابي

     

فاقتحمتُ الوغى بسيف وفائي     أرفــع الصــرحَ عــالياً بعطائــي

أنـــكرُ الذات في خضم صراعٍ     لا يـــــبالي بما يــعاني حيــــائي

إنني الأنثــــى يا رفيق حياتي      كلهــــم يــأبى ان يكون ســنائي

بارقاً يعلو وقفتي واعتــزازي     ويـــــكون النصر للعذاب عزائي

ذلك الظــنُّ والشــــكوك رماحٌ     تطعنُ الخــــُلْقَ كي ينــوء إبائي

ويــرى الضعف للنساء جمالٌ      ودلالٌ  لهــــــنَّ خيــــــــــر رداءِ

مـــا تــعثرتُ في طريقي لأني     أعـــــرفُ الحــبَ وقفة الكبرياءِ

     

كيف أنسى من كنتَ فيهم تعزي   روحكَ المُضنى قائلاً أصدقائي

عندما الخطبُ لفني بظــــــــلامٍ    نجمهم فرَّ هارباً من ســـــــمائي

وتـــوارى الجميـع عني وظني    أنهــم كــانوا يــــرقبون رجــائي

وتنـــاسى الصحاب كلَّ الأماني    مثـــلهم كان جحــــدهم أقـربائي

فـرفعتُ النـداء : إلاهي أعنــّي    ما رفـــعتُ لغيـــر ربـــي نــدائي

     

عدتَ يا شوقُ إن بعض جراحي منك يا حبُّ ما سئـــــمتُ كفاحي

لو تــدعني على ذراعــــك أغفو لحظــة كي  أســــتعيدُ انشراحي

فــــجناني ما زال فيــها مقيـــــمٌ   حبــكَ المضنـي لم يمـــلَّ نواحي

لا تدعني ونمْ على ذراعي قريراً  فالمدى والرؤى غناءٌ بســــاحي

ويرى الشمس من عيونك ترنو   لسمائي بالنور تحكي فـلاحـــــي

                                                                                  

                                                                                   كانون الثاني 1992