خنساء

في المسافات من بعادي لقاء
وحبيب إليه يصبو البقاء
وقصيدً أراه دوما سفيني
يمخر البعد اذ يهبُّ الشقاء
قدرٌ شاء أن أغني بعيداً
هكذا الله ما يشاء يشاء
مثلما شاء قبلنا قيس ليلى:
ما لقيس وما لليلى خباء
ويشاء الذي بكاهُ جميلاً :
بعد بثنٍ لو ضمَّهُنَّ جواء
وأنا ها هنا تمَّني سوالٍ
لو يضمَّ الرجاءَ منا اللقاءُ
ربَّ يوم سنلتقي فأغني
ربما يسبق الغناءَ بكاءُ
فيئـــنُّ الفؤاد مثل جميــــــل
او تنــوحين مثـــلما البثـــــناءُ
أو أغنيك من قصيدي غناءً
جلَّه الشوق والجوى والثناءُ
إن سجى الوجد بعده لا تنوحي
بقصيدي إن شجاك العزاءُ
لاتنوحي إن تصدحي بل فهيهي
هكذا هيهي مثلما الخنساءُ
لا تقولي كان الحبيب ملاكا
لا ولا صاغ روحه الأنبياءُ
لا ولا كان المرام مثالاً
لا ولا خطَّ خطوه العظماءُ
أو رواه عن الملوك مجونٌ
لا ولا كان يلهو لهوه الأمراءُ لا
ولاتيَّـــم العــذارى بـــحبٍ
أو تـــمنَّتْ لقـــاءه حســــناءُ
إنما كان الحبيب قصيداً
كم تغنى بشعره الشعراء
هكذا هيهي يا خناس وغني
هكذا الحب .. هكذا الأوفياءُ
ما تمنيتُ أن تغني سواه
فمن الحب أن يغني الوفاءُ