دمشق دهــــــر

هـل الـدهـر يـوم مـر أم هـو حاضـــر

يعــا نــق آت في الملامــح غابــــــــر

حيــــاة بها لا تســـــتجد أمــــــــورها

ســـوى أننـــا فيــها نـمــــر مــواخــر

كأني بهاعـــرش لــدهــــرٍ قـد استوى

عـليــه… بـــه الأيــــام جــند عـوابــر

تشــــابـهـت الأســماء فيهـا ، فقيصر

هنـا، غيــر ما كانـت عليــه الأبـاطــر

يســـول وحيــدا عـــــل يحظى بحظوة

وقـــد كــان قبــلا في قــراره زاجــــر

وفـرس وإغـريــق وروم ويــــــــعرب

وتــرك وغـــرب، مثـله ذي الحواضر

دمشق وذي الآمصار مــرت أمــامـها

كــأني بهــــا دهــــر وتـــلك عســـاكر

كــأني بهــــا دهــــــر تبـــوأه العــــلى

ومــرت بهــا هـذي الســنون تنــاصر

مـــواقـف شـــــــام العز ليست هنيهة

إنها العمــــق في التاريخ يروي الأساطر

فذا الشرق” أرض الشمس عرف سوريا

كـــــأن بهـــا مــــا يـــلتقيه لآســــــر

وللعــــرب في شـــبه الجزيرة شــامة

وشــــمأل صحـراء بهـا القحـط كافــر

ومصــر إن غنـــت شـــــــــآم غناؤها

دمشـــق” روابي” ما تــجود المناظر

وجـــــلـق بيـن الربــوتــيـن بظـاهـــر

لهــــا منهمـــا وســـمٌ نســيمه عـاطر

يحيــــط بهــا في عــــزة قـاســــيونها

يحــــاول درء ما تحيــــق الأعــاصــر

تعـــددت الأســـماء، دهــــر سنـــونها

وحــاضــرة تبقـــى على الـــدهـر آمر

خصائص إن أمعــــن المـــرء مـا بها

لأبحــر في دنيـــاه مـــا هــــو آخـــــر

فهــــذا رســــــول الله يــــأبى دخولها

تــــــذكــــره شــــــام بـأخـرى تناظــر

وبـــــولص إن يـــأتي اليها مطـــاردا

نــــراه عـــلى أبــوابــها الديـن ناصر

ومثـــوى صــلاح الديــن قبــــله خالد

تـــراءت لهم فيها الجنان وما ســـرو

وزينب أيضا من ثـــراها تــوســـــدت

مقـــــامــا لهـــــا عــــل الالـــه تجاور

وكــــم وقفــــت في وجـه باغى تصده

فـــدارت عليــه في الـقـــراع الدوائـر

فــإن لــم تكن ترضى من الشـر شـره

فمجـــــد بهــــدم ما ابتنتـــه الكبائــــر

تــــــراها على خط الدفـــاع وشـــأنها

شــــــؤون الذي آلـــــت إليه المصائر

شـــــــــمالا جنوبا بعد غرب ومشرق

لهـــا ســـاحة فيها الغـــــزاة دوابــــر

على الــدهر كانت في الخضم مكانـــة

لهــا مــــا عــــداهـــــا لا تـزال تـواتر

أحــــاطت بهـــا من خشـية الغدر، ثلة

لهـا مـن عـراك الواقعـــات الأزاهــــر

عـــواصم قـــال الـــدهر فيها مقولة :

دمشـــق فــــداك من بنينا البواكــــــر

دمشـــق لمفتـاح الديــــار جميــعهــــا

تــــهددنا إن هــــددتــها المخــــــاطـر

نــــزود لتبقـــى في الحيــــــــاة لأننا

إذا ما ابـتـلينـــــا في دمشـق الذخائــر

وأدت دمشق العهد تروي فصـــولــه

مــــلاحـــم عـــــز بالتصـــدي تجاهـر

تـــــهب إلى ســـاح العـــراك وحيـــدة

مــا ضـرها في الــزود من هو خاسـر

تــرى في الحيــاة، الـيـوم وقفة عزه

تــؤول على مـــر السنيـــن تكـــابــــر

لهـا ميســـلون في العــــراك لشـــاهد

على مــا يقــال اليـــوم إن هي زائـــر

فيــوســف مــــا كـــانت لديــه جحافل

ولا أرقتــه في الســــــلاح النظـائــــر

لإن كـان يـــدري في النهايـة هـــالــك

فمـــا النصــر إلا غيـر ما هـو صائــر

فبعض تقـــاليــــد الشآم :” لعــــــزها

نـمـــوتُ لتبقى “، ما تقول الشــعائر

تنـاصر في الحـق الضعيـف لكونهــــا

جلـــــود بــكســــــر ما تجيز الضرائر

وتقســــــو على ذات لها فكــأنمــــــــا

هي القــــول والفصل الوحيد المجاهر

لها قولــة في الحق تـــــدرك بعــــدما

تـــــمر سنـــون ، تســــتفيق البصائر

فهـــذي الشآم ، لايشـــــق عجـاجهــا

تـــرى، يــــوم ما يـأتي ، إليـــه تبادر

تســـابق أيـــامـــا وتضــرب موعـــدا

لآت بــــــه نخــب اللقــــاء تــــــــآزر

فمجـــــد دمشــــق لا تغنيـــه وحــدها

يغنيــــه دهـــر أرختـــه المـــآثــــــــر

فإ ن ملت الشـــــام الغناء فحســـــبها

لها حــــاضــر للحــــادثـــات يعــاصـر

فهـــذى فلســـــطين الجريحة تشتكي:

لمســــــتفرد ، إن الســــــلام تخــابــر

وقــــد نبهتهــــــا الشام قبلـه حـاذري

فهـــــذا عـــــدو في وعــــوده داغر

ولمـــا استفاقت في العراق نميمــــــة

“لنـــا في بــلادالفرس أرض وثائر “

تهــــب تقــول الشــــام : حــق مراده

وقيعـــة أهـــل البيــــت ، بِطْلُهُ سافر

لإن كــــان في الأعـــــراب جمع مؤيد

فجمـــــع كهـــــذا في الخيانــــة عامر

تنــــادوا : فلســـطين الغصيبة ما بها

جـــدير بمــا نحـن الأبـــــــــاة نخاطـر

نميمــة شــر مـا تــودون فعلـــــــــــه

ونـــار بهـــا نصلى جميعـــا وتـائــــر

عراق خليــج العـــرب يخــرج منهكـا

إليـــه خـــلاف مـــع خليجـــــه سائــر

نتــائــــج ســاح الحرب كانت جسيمة

خســائـــره فــوق التصــور ســـاجــر

“على نفســـهـا جـنت براقش “بعدما

طبــول الوغى دقـــت عليــها العشائر

تطــالب مـن بالحــرب أيـــْـدَ طاغيــــا

بــــدفـــع أصـــــول ما ابتلته الخسائر

فـــإن هي أمعنــــت ، ذهـــــلت بما له

تحــــاول أن يــــرضيــه ما هو جـابـر

فيـــابـــى وتـــأبـى والقطيعة ســــاحة

بهـــا وقـــع مـا أفتـى بضـــره ضائــر

تعـــود دمشق تسـأل: العرب مابــهم؟

عسى في حـوار العرب تصحو الضمائـر

تنبـــــه:” محــزون العــراق” لعلـــه

يــــكون شـــــفيعا إن تفيـــد الأواصـر

فيأبى وتأبى كلــــــهم في تنــــاحـــــر

ومــــا همهــــــــم ما تستجر الجرائـر

لينصـــر كـــل في الجهالـــة مطمعــــا

وتصــــدع فيــــه ما تكيـــــد السرا ئر

كـــأن بســــوســــا من بعيــــد رقادها

تعـــــود لثـــــأر ما احتــوتــه المقابـر

وتأبى دمشــق الثـــأر مهما تطاولــت

عهــــود شــــرور ما تفيـىء الصغائر

يـــــؤول خليــــج العــــرب كله مرتعا

لمــــــن كـــان دومــــا للعـــدو يعاقر

وتنهـــــــــار في كل البلاد مواقـــــــع

للأي بهـــــا كـــان العميـــــل يقامــــر

فتنىء دمشــق من جــديـــد لوحـدها

تكابـــــد مــا كـانـت إليــه تـحــــــــاذر

وتــــــــألم من حــال العـــراق وشعبه

فــــذا الشـــعب يفنى والعراق يحاصر

وتــــلك عــروش ما تــزال بســــعيها

تــــــــــــــكيد بما أفتى إليها المحاصر

وتـــــأخــــذ من كـــل العــراق مغامرا

بـــــكل عــــراق الـــدهـر كان يغامــر

فــــلا هــــو يأسى ما العراق وما بــه

ولا ضــــــرهم شــــعب قتيلــه صاغر

تــــداعـــوا : لما فيـــه الحلـول لحالنا

دمشق لرأب الصدع تدعوا : تشاوروا

تــهــــــددنــا ، فيمـا العــراق مهــــدد

مصـــائــب جــــلى ، يســتفز التهاتر

تعــــــــــالوا، عـدو في مكامن ضعفنا

ومــــا الضعـــف إلا ما يشير التحاور

تسامي وقوف الشام فوق نـــــــوازع

تضـــر بـنا فيمــا الخصوم تـكــــاثروا

ونحن على مــا نحــن فيــه قبــائــــل

نــــــؤول إلى مالخصـم فينـــا تنــــادر

نبيـــــح لـــه مـا فيــــه خنجــــر قتلنا

فــــرادى ، ونحــن مـا نـزال نعايـــــر

يـــــــرانـــا عـــــدوا لا يفـــرق بينـنا

نـــراه صـــديقــا للنـــوازع شــاهــــر

يشــــدعلى بــــــعض الأيـــادي مؤيدا

لمـــا فيـــه قتــل الشعب ، منا لساخر

عـــــراق الرشيـــــد اليوم حاله بائس

وحـــالـــه مــن حــــال الجميــع تناثر

ســــتأتي ليــــال يـــــدرك الكل ما بها

من الإثــــم حيـــث الكـــل شـأنه داعر

فــــلا الله يــــرضى ما يحــــاك لشعبه

ولا الشــعب يرضى في دياره فاجــــر

تثيــــر طــــروح الشـــــام كل مناصر

لـوحـدة صـــف والشــكوك تساور…

عـــدوا وخصما في ثيـــاب عمالــــــة

يقــول وفعــــل القـــول منــــه مساير

وكـــل الـذيــن في العروبـــة شـــأنهم

دوام افتـراق العرب ، كانوا يشاطروا

وأكثـــر مـن هـذا الذيــن لمطمـــــــــع

تنـــادوا قـــرارا ، والقـــرار مصــادر

وامــراً على إحبــــاط دعـــوة سوريا

لإحبـــاط مــا يــــــدعوا إليه المصادر

فـــلا الجمــع صـاغ والأصــم لأخرس

ينــأى بسمــــع مــــا تفيــــد المصادر

عــلى الـــدهر كـــانــت للعـــراق مآثر

هي اليـــوم في صلـــب الوقائـع ناظر

دمشـق لـــدهـــر ســـوف يأتي مباركا

خطــــاك عســــــى يبقى مآلك ظافر

نغنـــي عـــــلى الــدهــر الشآم لأنها

منـــــار بـــــــه كم تستضيىء المنائر

فما الشـــعر إلا مـــا تغــنى بجـــــــلق

ومــا الشـــام إلا مـــا تـــخط المشاعر