ذكريات

تضــرم النــار بقلبــي ذكريــات وشـــجون

كــــلما ضــــــجَّ سؤالي كيف ما كان يكون

تجزع اليمنى لقلبي تشتكي مني الســــؤال

وكذا الرأسُ فيهوي آهةً فوق الشــــــــمال

فحيــــاتـي مثــل تيـــه وضيـــــاعٌ بضـياع

كـــلما أقــلبُ ذكرى تجـزعُ الروحُ التـــياع

كيــف يمضي اليــوم لا أدري ولا كيف يمر

فــــــإذا مــــــرَّ بطيــئا أتمنــــــــاه يــــــــكر

وقصيـــدي مــــلَّ حزني مثلما عيني البكاء

فإذا رحتُ أغني ســـــــــئمت روحي الغناء

كيفما أقلب ذكرى تــــودع القلــب العتـــاب

وإذا أغـــلقت بــابــاً فتحــت لـي ألـف بـاب

فـأنا في الهـــمِّ مُــلقى بين آهــي والســقام

كلما أُتـــْرِعْــتُ كاســا كانت الشكوى المدام

أيُّ ذكــرى لتســـلني :أيــن بـي حطَّ الرحال

ما أنا إلاَّ ســجين في ســـجون الاحتــــــلال

يـوم يمنــاكِ بيســـرايََ وفـي ثـوب الـزفاف

كنـتُ فـــلاّحا يــــغني حامــلا ســلَّ القطاف

طفـــلة كنــا وطفــلٌ نجتنــي ليــل الزفــاف

ليست أدري كيف كانت من فرات أم أجاج؟

في الأقاصي يوم بتـنا ولنا الأرض فِـــراش

كيف كان الحب نـور بينما كنا الفَـــــــراش

هل تســاءلت لما مـا أثــمرت تـلك الكــروم

رغم أن الشمس لفت بالرضا تلك التـــخوم

خابت الآمال بي أم كنتِ مثلي في الحيــــاة

أم تراها استسلمت لي منك كل الأمنيـــــات

كانت الدنيا هجيـــــرا بينمــــا كنــت الرذاذ 

وأنا كنتُ خليــطا من غـــرور وابتــــــــزاز

هل تجرعتِ كؤوس الحبِّ راحا بعــــد راح

أم رشفت الدمع آها وسلافا من أقـــــــــاح

تذكر الأيام آهي فالعذابـــات كثــــــــــــــــار

ربما يوما ســــــيأتي بارقـــا فيـــــه انتصار

                                                           تشرين 1995