رثاء

في غُـربَــةٍ مــاتَ النبيلُ العــلمُ      يـــا أمتـــي كيــفَ تُــوارى الــقممُ

كيـف بنجمٍ ســاطعٍ يهوى الردى      والشُـهْبُ إن تهوي تُشَقُّ الظُلَمُ

ما نـــالَ منه المــــوتُ إلاَّ جَسَـداً      فالسـيرةُ المـــــــعطاءُ روحٌ ودمُ

مالعُمْـــــرُ إلاّ لحْظَةٌ إن عَبَــــــرَتْ     دهــرٌ إذا ما جَسَدَتْها الـــقيـــــمُ

ما أنتَ إلاّ الـــدَهْـــــرُ يروي قصةً      كيفَ تَـخُطُّ المجدَ تلك الشـيَــــمُ

عَـــــــــــلَّمْتَ جيلاً كيفَ نغدو أمةً      كيـف لحـقٍ، فـي صـراعٍ أمــــمٍ

كيــــف لكلِ خائنٍ حـــــــــــــبيبهُ       يَـلْقاهُ مِقْصاصاً وأنتَ الـــــحَكمُ

كيـــــف البُغاةُ الواغلونَ في الدما      يـومَ القراعِ القانياتُ الحـــــممُ

أن الحيـــاةُ وقفــــــــةُ العــــزِّ بها       لا تـــرتضي إلاَّ دمانا الكَـــــلَمُ

أنَّ الـدمـــــــاءَ أودعتـــــــــها أمةٌ        فــينا ومنـــــا وإليـها الــــذممُ

أنتَ الذي ما كُنْتَ يوماً خـــــــانعاً       غيـرَ الذُرى مثــلَ السـنا تقتحمُ

جسـمٌ نحيلٌ والخطى وقع الردى       إنْ وَطِئَتْ ارضَ الصراعِ القـــدمُ

في الصمــــتِ يستهويكَ منه حذرٌ      مــلَّ الكلامَ أو سباهُ الضـــــممُ

تصبــــــــــو بعيداً في الفؤادِ لهفةٌ      يــوماً يَخطُّ الذكرَ فيها القــــــلمُ

هذا هو اليـــــــــومُ الذي تصبو له       فارْفُـلْ بتاريخٍ تشظّى حِـــــكَمُ

يا أمتــــــــــــي كان النبيلُ هاجساً      في روحنا يومَ جمعنا القسـمُ

إن كنــــــتُ أرثيـــــكَ نبيــــلاً إنما           أرثـو لحـالٍ من دمانا الديـــمُ

مُــــــتَّ نبيـــــــلاً ،يــا نبيلٌ ،علماً           يكفيكَ فخراً ،كيفَ أنتَ العَلَمُ