لم تزل تحبو

ربما كانتْ على علمٍ يقينْ
أنها لما تزلْ تحبو الى العشرينَ من سنواتها
كالحور عينْ
وبأنها كانت تخطت في مسالكها
حدود الأربعينْ
وبأنها لما تزلْ برعماً
من بعد ما أنهكها
وزرُ ما حملتْ من خطايا الآخرينْ
***
وهي تمضي الى غايتها
كانت البشرى لها
من أنها
في الوجه كالقمر المبينْ
لكنه أخفى وفي داخلها
ألماً قد رافق العمر سنين
وبه خوفٌ تطاول عمره
حتى غدى شكّاً تمازج بالأنينْ
فاكتسى الوجه شحوبٌ دائمٌ
شابه قلقٌ من السرِّ الدفينْ
***
كانت الأيام تمضي وبها
كان استحال الوجه وجها للحنينْ
هكذا الحب انبرى لخلاصها
ورأت به مافاتها
من أنه يبقى كحارسها الأمين
لكنها سرعان ما فجعت به
فالفارسُ المفتون فيها
قد كدى
وهجى حبا كغير العاشقين
كانت له يوما وبعده قد مضى
ناكراً ما شاغلَ البال لحينْ
لكنه مازالَ يومي كلما
عصفت رياح الحب في القلب الحزبنْ
***
فغدت أحلامها تشقى بها
وبها كانت تحاول تستكينْ
كاهلٌ غضٌّ تحمل ما ابتلى فيه
حتى غدى
صلبا عصيا لا يلينْ
نَزَقاً صارتْ
ويقسو كلما تاهت بها خطواتها
ما بينَ بينْ
***
ضلَّت طريقها لم تكن تدري به
من أنه من سوء طالعها قدرٌ لعينْ
تأبى لقلبٍ ضمها
حبا صدوقا أن يُبينْ
أنَّ طريقها صعبه خطرٌ مشينْ
تأبى وتأبى أنها شرٌ لنفسها أن تدينْ
من أنها خبرت من الدنيا
شرورها مثلما
خبرت ما كان للمرء المهينْ
***
ما زال يدنو حلمها منها
وئـــــــــــــدا ومصيرا أسودا
وهي ما بلغت بعدُ
حدود الأربيعينْ