مرثاة

حـزيـنٌ أنـتِ وجهـكِ يا دمشـــقُ
ففي وَسَـــــــمَاتِهِ آهٌ وعِشْــــــقُ
بـعينيــــكِ الجمـالُ بــدا ســـقيماً
وآســـــــيهِ لــدمعتِــــهِ يَـــــــرِقُّ
تَـوَضَّـعَ في احـمرارِ الجفـنِ هـمٌّ
بـدمعَتِــهِ أراهُ بــها يُـشَـــــــــقُّ
فيُــدْمى من أنيــن الحــزنِ حتى
يُضَــــــرِّجُ خــــــــدَّهُ ألـمٌ مُحِــقُّ
ولا يُبْـــقي بصَـــدْرِهِ من ضلوعٍ
ســــوى قـلبٍ يـكادُ بــه يَـــــدِقُّ
وثَــغْرٍ إنْ تـــــأوَهَ مـن مـــــرارٍ
مــرارُ الآهِ كالبـركـــانِ دَفْــــــقُ
تذوبُ جِمارَهُ في الوجـن صهراً
ومثـــلُهُ في لظى الشفتينِ حَرْقُ
ومـــلتاعٌ يــــراهُ وقــد تشـــظّى
فيـقصُفُ وَجْــدَهُ رَعْـــدٌ وبـــرقُ
يئــــــنُّ بـــلهفةِ المفجــــوعِ لمّا
يُســائلُهُ المُصَــابَ بميلِ عُنــــْقُ
أبَــــعْدَ اليـــومِ ما لي من عِناقٍ
سوى الأحزانُ للأحزانِ عَنْـــــقُ
فيــــــا وجهاً توضئَ في دمشقٍ
شــــآميُّ الهـوى تبقى وعشــقُ

لــئنْ أبـكى دمشـقَ غـليـــلُ باغٍ
فـــدمعُ الشــامِ إعصـارٌ وصَـعْقُ
وإن مَسّــــــتكَ من سودِ الليالي
كوارثُ غاسقٍ في اللؤمِ غِســْقُ
تَصَبَّــــرْ إنَّ للأحـــــرار وعـــــد
بنصـــرٍ طالما للنبـــضِ عِـــرْقُ
فمن عَرَفَ الشــــآمَ توخّى خيراً
ومـــا للبغي إلا الموتَ عِتــــــْقُ
ســــــنبقى مثــــلما كنّــــا أبـــاة
ولـن تُجْــــدي بنا الأحــزانَ رِقُّ