مسارات الأزمة السورية

، أعتقد أن سير المعارك ـ العسكرية والسياسية ـ يصب في مصلحة تفاهمات دولية حول ما انتهت اليه الأزمة السورية ـ كما اتفق على تسميتها ـ وأن هذه التفاهمات تتمحور حول أن قضايا العالم العالقة بسبب التطلعات الأمريكية ـ الذاهبة بعيدا في تحقيق المصلحة الأمريكية البحتة ـ ، لا يمكن لها أن تُحل وفق ما تستهدفه الإدارة الأمريكية من سياستها المعلنة ، وهذا ما انتهت اليه في واقع الحال في دول الربيع العربي ، حيث ثبت بما لا يقبل الجدل أن التحولات في هذه البلدان لا تصب في مجرى تلك السياسة الأمريكية حيث بات الإرهاب في عقر دارها وبات يشكل بالنسبة لها هاجسا يوميا مقلقا للغاية ، البداية هي في أوكرانيا حيث العمل على ايجاد مخرج لها عبر الانتخابات المقترحة ، أما على صعيد الدول العربية فيبدو أن الأمر أكثر تعقيدا مما تعتقد الادارة الأمريكية وتتفهمه الإدارة الروسية جيدا والذي صرح به الرئيس الروسي بوتين مؤخرا ، وهناك من الدلائل الكثير على صحة ما نقول ، فالخلافات بين السعودية وقطر وبين السعودية وتركيا وبين هذه الأخيرة والولايات المتحدة ـ تحديدا في الموضوع السوري ـ ومن ثم جملة الاتهامات الغربية عموما ـ والمنطلقة أساسا من الخوف من عودة الأوربيين المنضوين تحت مسميات المسلحين على الساحة السورية ـ لتركيا من دعمها لداعش تحديدا وتسهيلها مرور الأوربيين عبر أراضيها والاتهامات التي طالت كل من السعودية وقطر من دعم وتمويل الإرهاب .. ، كل ذلك يصب في ضرورة ايجاد مخرج للمتورطين في الحدث السوري ، بما يحفظ على الأقل ماء الوجه ، ومن دون إهمالنا لما يحققه الجيش العربي السوري على الأرض وما يقابله من تصدع في وحدة المسلحين على الأرض السورية وافتضاح حقيقة ثورتهم المزعومة وأنهم بمجملهم دعاة مصالح فردية أنانية مادية لا تواكبها مؤهلات قيادية يمكن من خلالها تحقيق ما يدَّعون به والذي هو في جوهره لا يخرج عما تبتغيه المصالح الأمريكية والغربية عموما مما يجري على الأرض السورية .. مجمل ما يجري يمكن تلخيصه بقناعة الجميع على ضرورة انهاء الوضع السوري على ما كان عليه قبل آذار 2011 مع ايجاد تسوية سياسية للجميع يمكن تجليها بما اتفق عليه من ضرورة العودة لجنيف من دون اعتبار لما سبق الاقرار به من ان ائتلاف الدوحة هو ( الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري ) وضرورة اشراك قوى متعددة الانتماءات تعمل على الأرض السورية … مع الأخذ بضرورة انهاء مختلف المنضوين في المجموعات الخارجة عن السيطرة على الأرض السورية تخوفا من عودتهم للبلاد التي تجاهلت خطرهم عليها ، ومع الأخذ بعين الاعتبار أيضا ـ وهذا ما لا يخفى على القيادات في سورية وايران وروسيا ـ من أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تألو جهدا من الاستفادة من أية ثغرة في الصيرورة السابقة لا ثتثمارها في مصلحة مخططاتها وأهدافها من الربيع العربي ، مما يعني للقيادات / السورية الإيرانية الروسية / استمرارية وتيرة الوضع الراهن على ما هي عليه ، الى أن يتم تحقيق تلك الاتفاقات والتفاهمات الدولية ..
منشور بواسطة ‏‎George Yossef Maamari‎‏ · 29 أكتوبر