وطني ..

أحكيكَ آهاً كلَّما دمعي همى
وطني وحبّك في الفؤادِ له صدى
آلمٌ يُعذبني ويُبكيني دما
أنا لا أراك ثرىً وماءً أعْذَبا
كلاَّ ولا طيراً يغّردُ في السما
لكنّك الحُلُم الذي عانقته
فجراً ينيرُ الدربَ لي قد أظْلم
أشكوكَ إن هاجَ الحنينُ وعاد بي
شوقٌ إليكَ الحبُّ فيه تجهَما
2
أنتَ الذي أقرأْتني أنَّ العُلى
تومي إليكَ مهابة وترنُّما
أمَّا البطولةُ والآباءُ فلا تَسَلْ
في أرضكَ انغرستْ لتضحى سلما
للمجدِ يروي قصةً فيها الفدى
نغمٌ يرددُهُ شبابُكَ كلمَّا
هبّتْ رياحُ الغدرِ تأبى أن يكو
نَ العزُّ فيكَ ومن ثراكَ الأنجمَ
3
فعلى رباك الفكرُ أضحى ثورةً
والعقلُ ثارَ على الدجى مُتَقَدِّما
بمبادئٍ طارتْ إلى الدنيا بمن
زرعوا بها أرواحهم فكأنَّما
أهدافُنا، تاريخنا، يعلو بها
ويشيدُ صرحاً شاهقاً متبسّما
4
والوحدةُ الكبرى التي تسعى لها
كم قُلتَ لي فيها كلاماً مثلما
إنجيلُ عيسى أو حديثُ محمدٍ
لا يقبلُ التأويلَ نَصَاً مُحْكَما
فرسمت مجتمعاً تآخى كلّهُ
والحبُ ظللّهُ وأشجاه الظمى
للواجبِ المعطاءِ في عملٍ وفي
دأبٍ وكدٍ سعيُه فيه سما
أمَّا النظام فراعَ في تخطيطه
فُضلى المدائن شعبها المتحكما
بمقدراتِ الكلِّ يبني قوةً
في جيشها أضحى الجميعُ مُنظما
فغدتْ به حريةٌ يزهو بها
والعدلُ يَخْطُبُ ودَّها مُستلهما
منها المساواةَ التي إن أزْهَرَتْ
حقاً وخيراً طافَ فيه معلما
فجرُ الجمالِ هدىً وشمساً فيئها
عطرٌ وطيبٌ فالحياةِ تُنعما
فالشكُّ لا يرقى بأنَّ محمدا
مثل المسيحِ إليكَ جاءَ مسلما
5
فهزجَتني أنشودةٌ مُثْلى لغيـ
ـرِكَ ما هَتَفْتُ ولا نذرتُ له الحمى
فدمي أقاحٌ من رباكَ جبلتها
قانٍ، به أحيا ولولاه لما
غاصتْ شراييني جذوراً في ثرى
أرضٍ طهورٍ أنبتَتْ ليَّ الأعظما
كالأرز في شممِّ الجبال شموخها
نبضي وزندي الحرُّ منها قد نما
والنور في عيني صباحُكَ حاكه
حُلُماً أغرّاً كي أراكَ مُكرّما
ونسيمُكَ النادي بعاطفتي سرى
صوتاً إليكَ الحبُّ فيه ترخَّما
وهواكَ في قلبي لظى أشعلتُه
ناراً لتبقى سيّداً ومعظما
6
يا قِبلةَ الخلدِ التي أحببتها
كيف استحالَتْ في الوصالِ جُهَنما
كيفَ انتهى بكَ حبُّ من تهوى أذىً
كيفَ المحبُّ يودُّ أن تتألما
قُلْ لي بربِّكَ هل يعانِقُكَ الهوى
من رام منكَ فؤادَكَ المتألما
إن السؤالَ إليكَ يدمي خاطري
إن السؤالَ يودُّ أن يتكلما
إن كُنْتَ لا ترضى الإجابةَ مكرهاً
هل ودَّ قلبي أن يراكَ ميتما
7
وجدي يراعكَ، لا تسلني ما الجوى
جرحٌ بخاطرتي يودُكَ بلسما
ويرى سماءَك بالغيوم تَجَهَّمتْ
والريحُ يعصفُ زمهريراً لملما
كلُّ النفاياتِ التي أسنَتْ بها
مستنقعاتُ الذلِّ سيلٌ قد طمى
حقداً ولؤماً همُّهُ أن يستقي
منك الشبابَ وروحكَ المُتَكِّلما
كلُّ الزهورِ اليانعات على ربا
كَ تَقَصَّفَتْ والسنديانُ تَقَلَما
كلُّ الطحالبِ والفطورِ ترعرعتْ
والعوسجُ المسكينُ فيكَ تَيتما
8
عَبَثَ بشيْبِكَ في الظلامِ مصائبٌ
أوهتْ وقاركَ والشموخُ تهدما
وتفيئَتْ بعضُ البثورِ ظلالهُ
وغدا الترهلُ والتوكلُ اسلما
والاستكانةُ فيكَ صارتْ مطلبا
تُرضي براحتِها الأصمَّ الأبكما
9
فهوى الشبابُ بقلبكَ الدامي أسىً
وتهافَتتْ آمالهُ وتحطَّما
فطموحهُ أضحى جموحاً أرعناً
وشجونهُ قادتهُ كي يستسلما
حتى الطفولةُ في عيونكَ سهِّدَتْ
والبؤسُ لاحقها وأضناها العمى
ضلَّتْ بها طرقاتُها وتيتَمَتْ
والحزنُ أمسى بينها بدلَ الدمى
10
بُحَّتْ بكَ الأصواتُ في همساتها
جورٌ يؤرقُها وفيكَ تحكما
وقصيدكَ الغافي على أطلالهِ
باتَتْ قوافيه ركاماً وارتمى
في سلةِ المدحِ الذليل تكسباً
وتملقاً وتزلفاً فتحجَّما
هبَّتْ رياحُ الغدرِ فيكَ خسيسةً
تذرو على كلِّ التلاعِ القمُقما
يكفيكَ منه أن يرى وجهاً جميـ
لاً مثلَ وجهكَ دامياً ومهشما
11
ويطوفُ في قلبي جمالُكَ نائحاً
في حرقةِ المكلومِ ناراً أضرَمَ
أدمَتْ فؤادي لستُ أدري ما النُهى
إن لمْ يَقُمْ عزمي إليكَ مصمما
إن يفتديكَ من الردى بثباته
كالطودِ يشمخُ ثائراً ومُرَمَّما
ما أحدثَتْهُ كلومِ جيلٍ غابرٍ
في وجهكَ الحبُّ اليتيمُ تيمما

12
ويقودني هَلعي عليكَ ولهفتي
أن ارتجي للذودِ عنكَ الأرقما
وبدارِهِ ابني قصيدي حالما
بالمجدِ يأتي تائباً ومتمما
ما كان في تاريخه طوعاً أتا
كَ مُكَفِّراً، عهداً لعزّكِ أبرما
وأجوبُ ميدانَ الصراعِ وحرقتي
تحنو على الأشلاءِ منكَ توهما
إن الحياة تعودُ في يومٍ لها
والعطف يسعفها وقلبي إن ومى
بالحبِّ يلهمها التآخي والتوا
صلَ بينها ويواكبُ المتفهِّما
للمحنة الكبرى التي عانيتها
وعبرتها متثاقلاً متبرما
منها ومن آثامها، فشرورها
قد خلَّفتْ فيك النهارَ ترحُّما
13
فالساحُ ساحُ معاركٍ عمَّ الخرا
بُ بها وغاصتْ بالدماء وخيَّما
هلعٌ ونارٌ سُعِّرتْ أحقادها
وتآكلتْ فيها اللحوم تشرزما
جثثٌ وأجداثُ عَلتْ وروائحٌ
إن أزكمتْ نفسي صحوتُ ميمما
وجهي إلى دارٍ تداعى أهلها
لشماتةٍ تحنو ويأسي أوْلما
همي وحزني والتعاسة والأسى
وقصائدُ الأمسِ الجميل تذمُما
14
وتنوء بي نفسي حطاماً أرتمي
لا أعرف السلوى وقلباً مفعما
بركام أحلامٍ تعرتْ والرؤى
قد كللتها بالنجاح توسُّما
ببراعم طارتْ بها الآمال في
نغمٍ إذا غنى جمالكَ أغرما
بالمجد يخفقُ في رباكَ مجدداً
والخافقُ المكلومُ منكَ ترنما
آهٍ على تلك الليالي الغافيا
تِ على رباك زنابقاً تشدو بما
أعطاكَ ربي من جمالٍ في عيو
نٍ لا ترى إلاّكَ أنتَ المُلهما
لولاك ما كانت رؤايَ والبرا
عمُ لا ولا كانت حياتي بُرعماً
يغفو على نهدٍ بتربك طاهر
مهما يطلْ بي العمرُ لا لن أفطما
أحنو على تلك البراعمِ موقناً
أني بها ابني لعزِّكَ توأما
أغفو وأحلامي غطائي والرؤى
دفءٌ به الإخلاص لي قد أقسما
أني له حبٌّ وعمرٌ والهوى
أنشودةٌ يشدو بها مُتَنَغما
15
أصحو على الحلمِ القديم معاتباً
إيَّاي: كيف الحصادُ ينسى الموسما

بل كيف يخبو في القصيد كما له
وكفاحه عمراً كأن المُعجما
ماتتْ به الكلماتُ وأسوّدتْ معا
نيها، ولا حرفٌ أقامَ المأتما
أم أن حدَّ العزمِ في عرقي نبا
وتزاحمت فيه السنون وأسلما
كلَّ الرجا للابن كي ينمو
وهل ينجو إذا كان السفينُ محطما
وتضجُّ في فكري طُروحاتٌ إذا
طارحتها جُنَّ السؤال وتمتما
كيف السبيلُ إلى قصيدٍ يرتقي
بالطفلِ والأرض الحبيبة إذْ هما
كلُّ الرجى والمبتغى وروائعُ الـ
ـماضي وما الله به قد أنعما
16
وأجوب في أرجاء وجهكَ باحثاً
عن لهفتي عليَّ أراك متيَّما
بالحب مثلي يا فؤادي لا أرى
إلاَّ التعاسة والسؤال المُبُهما
17
فلقد أصابك والجميع شواخصٌ
داءٌ عضالٌ في عيونكَ أزَّما
ظنٌ وشكٌ في بنيكَ وريبةٌ
قتلتْ ضميرك والفؤاد تفحَّما
ولسانُ حالِكَ قد بدا في محنةٍ
يُرغي ويزبد شاتماً متجهِّما
آذانُك اتَّسعت وأرخت ظلَّها
في وجهكَ المفجوعِ كي تتكتَّما
عمَّا أصابك من بلاءٍ أعظمِ
لم تدر أن الصدرَ فيك تورما
من شدة المرض اللئيم وسمِّه
قد قُطِّعَتْْ شُعَبُ الهواء وأتخما
نهمٌ بجوفكَ قابعٌ لا ينثني
يبغي ويطغى حانقاً متبرِّما
ولهاثك المحموم في زفراته
أرقٌ بنفسكَ هائمٌ قدْ تُرجما
كل الشعاراتِ التي تصبو لها
مهما اللعاب يشطُّ لا لن تهضما
فتساقطتْ خصلاتُ شيبكَ كلها
وبكى الوقار مودعاً مُتهكما
قد هدَّك السرطان يا وطني فهل
يجدي العلاجُ إذا الدواء تجرثما

18
إني أُحبك لا تلمني إن دعا
قلبي للأهلِ العلمِ لستُ منجما
الفن والتاريخ والعلم الذي
أحيا وفلسفةٍ ودينٍ علَّما
فتجالسوا حول السرير وعاينوا
وتدارسوا لكنَّ داءَكَ أقحما
في وجههم كلَّ البُغاة بعهرهم
وريائهم ودهائهم قد أفحما
كلَّ العقول وأهلها ودُعاتَها
وأنا ببابكَ واقفٌ مُستفهما
مِنهم إن الداءُ انتهى أو أنهم
وجدوا العلاجَ لما أصابك إنَّما
في ردهة الأمل الجميل خذلتني
فأهنتهم وأدنتهم إذْ اقدما
ذاك العضالُ بجسمكَ الواهي على
تحريضِ ما أنهى نُهاك وأحكما
طوقاً على أنفاسكَ الحيرى فما
تَتَ، بعدما خارت وأطْبَقتَ الفما
19
فصرختُ مفجوعاً عليكَ وحسرتي
ناحتْ ودمعي في عيوني غرَّما
كلُّ الذين بجهلهم قتلوك يا
وطني وما خجلوا لفعلتهم وما
وقفوا على أسباب موتكَ بل دعوا
جمعاً غفيـــــــراً للنواح وقيَّم
رهطٌ من الخطباء في كلماتهم
قد مُجِّدَ الداءُ الذميمُ وعُظِّما
20
ورُفعتَ في نعشٍ تعانقَ وردُهُ
أكليلُ غارٍ من شموخكَ جُرّما
نسغُ الحياةِ به لأنَّ الداء لا
يرضى له أن يبني أو أن يرْسما
صرحاً لعزّك في الحياة مناهضاً
ما شــــاده بالرغم عنك وصمَّما
فمضى يضمُّ ثراك في جنباته
يسقيكَ من دمهِ لعلَّك تُسَـــــهمَ
في ردِّ دائك عن بنيك لوهلةٍ
بالظلم حاكَمَهُ ودانَ وأعــــدما
21
فَسريت خلف النعشِ امشي مجهداً
والقيد أدمى مُهجتي والمعصما
وسلاسلُ الأحقاد طالتْ وانتهتْ
إثماً يمثلُ في النفوسِ ليســــلما
ومسيرةُ الأحزان جللَّها السوا
دُ وطوقتْ بالصمتِ سوراً مظلما
والنعشُ نعشُك فوقها متأرجحاً
مُتعجباً مما يـــــــــــرى متلعثما
22
فوراءه سارَ اليتامى والأرا
ملُ والثــــكالى كلهمْ متـــــظلما
يشكونَ ما قال الرواةُ روايةً
من أن أحمـــد والمســـيحَ وأدمَ
ساروا إلى جنّاتِ عدنٍ كلهم
مَنْ لمْ يَمُتْ بالسيف منهم سُمِما
لم يبق منهم غيرُ آمنةَ التي
ناحتْ على زوجٍ لها مع مريــم
تلك التي قتل الزناة وحيدها
طفلاً برئياً ملحداً أم مســــلما

والوحدة الكبرى تذرُّ رُفاتها
دمعاً على الخدين منه عَنْدَما
والعدل ينعي للدُنى حريةً
ثكلى وحقاً ماتَ شنقاً ربـــما
أما النظامُ فسار في جُلبابه
حَبراً مهمته الهدوء فكمِّما
كلُّ الذين بصوتهم جهروا لعز
كِ عالياً: والحقُ لا لن تُهضم
هذي الحقوقُ حقوقنا ومآلنا
مهما تعاظم خطبُنا لن نُهزما
صرخَ الآباء وخلفُ نعشك قد سرى
مثلي يؤازره الفداء ليـــعلما
من كان في هذي الجريمة ضالعاً
سنذيقهُ موتاً زؤاماً عْلقما
23
وأنا وراءك ملءُ أحزاني صدىً
ذاكَ الهوى أُحكيه وعداً مؤلما
ذبحَ الفؤادَ فكلُّ آمالي بكتْ
جنبي وفوق الصدرِ مني جُثمَّا
فأمام نعشك دونَ رؤيته مشى
صخبٌ تعالى صوتهُ وتزعَّمَ
بوقٌ طويلٌ فرقةَ النفخِ التي
صدحتْ بإلحان العزاءِ ونَظَمَ
إيقاعها طبل تعاظم وقْعهُ
فتناسقتْ حركاتُها وتـــــزلَّمَ
للحنِ هذا بضعُ أزلام المنا
فعِ كلهم للداءِ عشتَ الملهمَ
أنت الذي لمسيرةِ العزفِ الجميـ
ـلِ أباً وروحاً هاديا ومعلما
حملوا أكاليلاً من الكلمات سو
داءَ الحروفِ بنصها لن نندما
والجهل عانق في مسيرتك الغبا
وة قائلاً: في الشرع نحن الأقدما
حتى الوقاحةُ شاركت بصفاقةٍ
وبصوتها قد أعلنت لنْ أزعما
إن قلتُ لن أحيا بغير الداءِ إنَ
الداء لي ببطولةٍ قد أممــــــــا
كلَّ المنافع كي أعيثَ بها فلا
أخشى على مستقبلي أو أُظلما
24
وتداخلتْ فيما تلى الأصواتُ كُـ
ـلٌّ بالثناء وبالمديحِ ليغنما
طمعاً بكل وضاعةٍ ومهانةٍ
وتوطأت منها الجباه المنسمِ
والداء يستشري بأرضٍ ماتَ فيـ
ـها الكلُّ وانتصر الأنا وله انتمى
من كان في هذه المسيرة صائحاً
بطلاً تراهُ أم عميلاً مجرما

هذا السؤال إليك يا وطني فهل
يأتي الجواب لمن تلظى مرهما
25
ها قد بلغنا باب مقبرةِ الحيا
ةِ تساءلتْ أبوابها من منكما
عَبَرَتْ مُقدمة المسيرة بابها
وتفرقتْ لكن نعشــــكَ أحجما
لمَّا رأى حفارُ قبركَ ممعناً
بالحفر صدر الأرضِ شقا وأكلما
وتوزع الخطباء في قيعانها
يرون عنك مآثراً كم قزما
بضجيجهم ذاك التراثُ ومن يخطُ
الحرفَ فيكَ ومن لرقمٍ رقما
غاضت مياهُ النهر* فيك خجولةً
لمَّا البسوسُ رمتْ برجسٍ زمزما
26
ضجَّتْ بكَ الكلماتُ يا وطني ولم
أقنعْ بما يشفي وأنفي أزكما
بروائحِ الموتى وسمعي صمَّ منْ
أقوالِ مَنْ بالدمع تربكَ عوَّما
والقلبُ مني مجهدٌ فعضالهُ
أضناهُ ظلماً كي يؤوبَ ويلجما
والعين أعمتها بشاعة ما ترى
حتى السنونُ تآمرت كي تفصما
ما بيننا يا أيها الوطن المفـ
ـدى قلتَ لي في فجرها لن تهزما
27
تلك الطفولةُ لو رأتكَ الآن جثمانـ
ـاناً مسجى لا حراكَ تأقلما
مع واقعِ الموتِ الرهيب وحولكَ
الباكون تاريخاً وأرضاً أُيّما
ماذا أقول لها وماذا للشبا
بِ أقولُ هل غدتْ الرجولةُ طلسما
هل مسنا السرطانُ في أحلامنا
ومضى يقئُ بنا وعاثَ وأجرما
هل كان فينا الوهم أشلاءً مبعـ
ـثرةٌ تداولها الرياح لنسأما
28
ماذا أقول لها أجبني يا رفيـ
ـقَ العمرِ يا أغلى الرفاق محمحما
29
أحكيكَ أم أنعيكَ أم أرثيكَ أمْ
أبكي عليكَ مخافةَ أن تُرجَما
30
أبكيك في قلبي وفي شعري كما
أحكيك آها كلما دمعي هما
وطني وحبك في الفؤادِ له صدى
آلمٌ يعذبني ويبكيني دما
أنا لا أراكَ ثرىً وماءً أعذباً
كلا ولا طيراً يغرد في السما
لكنكَ الحلمَ الذي عانقته فجراً
ينيرُ الدربَ لي قد أظلما
آذار 1992
*ـ في إشلرة لنهر الأردن ، كنهر مقدسٍ