آهتي
أأكتــبُ آهتـي شـــعرا وأحــدو بـأحـــزاني وآلامـــــي أبعـــــــــدُ
تُـــــــباعد بـيننا الأيـــام قســراً وعمــري شـــاردٌ مني ويـــــعدو
همـــومٌ في الفــؤادِ وذكــريـاتٌ وأفكــــارٌ مُشــــــــــــــــرَّدةٌ وودُّ
وطيـــــفٌ من ودادٍ كنـــتُ فيـه أحـــــاولُ وصــلهُ فيـحول بُعْــــد
وكيف الوصل في الذكرى ومالي ســواها في هجوعي المـرِّ نِـدُّ ؟
سـأحملها على جفني وأمضــي لألقى وجـه مَنْ أهـــوى تمـــــدُّ
إليَّ ذراعـــها حبــاً فتعــــــــلو زغـــاريــدٌ وأفـــــــــــراح ووردُ
فأحضنها إلى صـدري وقـلــبي يــداعبه الهـوى شــوقا فأشــدو
صــــدى آهٍ بعيــــدٍ في حيــاتي لأُطــــربها ، فأســـــمعها تـردُّ :
إليــك الحــبَّ عمـراً يـا حبيبـي صبـاحُ العيــدِ إكليـــلٌ* وحصـــدُ
فيســـكب حبـنا نفســاً بنفــــسٍ يـظللها بــغار الصـــدق عهـــــدُ
وفـــــاءٌ وإخــــــــلاصٌ ودأبٌ على نيـــل المنى جهـــدٌ وجهــدُ
ننـــام الليـــــل نحـلمُ في نهارٍ يُـطلُّ بـرغـــــدهِ والكـلُّ ســــــعْدُ
فيــــأبى الغــــدرُ إلاَّ أن يـلبّي نــــــداءً للصغائـــــرِ فيـه حقـــدُ
تُــباعـدُ بيـننا ســــودُ الليالي فأفتـرشُ الأسـى والهـمُ سُهْـــــدُ
تُــــلازمنا ليالٍ داجيـــــــــاتٍ بها مــرُّ النـــــوى سُهـدٌ وزهـــدُ
فيــلمعُ طيفكِ الغالي أمــامي يواســــــــيني ومن أزري يشـــدُّ
حبيبي أنت لا تيــــأس فإني أرى فيـك الحيـــاة وأنـت رشـــدُ
لإن خلفتني في الساح وحدي بمعركــة الحيـاة الكل جنــــــــــدُ
وما الجهدُ الذي أنبيكَ عنــــه سوى بعض المنى مما أُعِــــــــدُّ
ليــوم بات للقيـــا قريـــــــــباً أعـانـقك الهـوى شـوقـاً فـأبـــدو
بأجمـل صورة للصدق عندي يطـــوقني بهـا في الحـب زنــــدُ
فلا تذهبْ بعيدا في خيــــــــالٍ لأنـك في ضميــري الحـرِّ فــــردُ
صحيحـــٌ أننـي أنثـــى ولكن … هـي الآمـال والأخـــلاق حـــــــدُّ
أنــا بنـــتٌ وأخـتٌ ثــــــــم أمٌّ وأنثـــى عنـدها حســــنٌ وقـــــدُّ
وقـلبُ الأمِّ للتقــــوى مــــحطٌّ كمـا الأجفـانُ للُّبُــناتِ مهـــــــــدُ
فأطفالي أربيهم ، وها هـــــم براعــــم للحيــــــاة بهــــا أجـــدُّ
لنيــل مطالبٍ كنا ســـــــــويِّاً لها نســــعى ويغري الدأبَ كــــدُّ
فهـــذي بكرنا الغــــالي فداءٌ نجــاحــاتٌ بها العـــزَّالُ صُـــدوا
لها نفــسٌ يعـــززها إبــــــاءٌ وكبـــــرٌ فيــــه للآمــــال وعـــدُ
تقـــولُ السجنُ لم يُبعدْكَ عنا اليك التـــوقُ والشـــوقُ الأشـــدُّ
ســـتأتي ســـاعةً نلقاك فيـتها فتخطــرُ بيننــا والكـــلُّ ســــــعدُ
فيـــا أبتـي تصَبـترْ إنَّــــا فينا عــروقا نبضـها للظـــلم حـــــــدُّ
وسـامُ الحبِّ عروتُها بصدري أقاصيـصٌ مـــــــلونـةٌ ووجــــــدُ
حنــانٌ مـلء خافقـها وحـــبٌّ بعينيهـا خيـــــالٌ فيــــه وقـــــــْدُ
تقولُ الشـوق يُظمئـني لأنــي أرى فيك الشباب الحلو يغـــــدو
مثـالاً للأمـــاني والمعـــــالي وإعصــارٌ غـــداً ما منه بــــــــدُّ
تـــذكرْ أنَّ في التاريخِ ســـطرٌ يـقول الحـــرُّ لا يـرديــــه عبـــدُ
ويـوسـفُ قـد غـدا شبلاً فتيـّاً يـجلله بـغار الكبـــــــر حمـــــــدُ
هـدوءٌ بعضــه عـزمٌ وحـــزمٌ وحســـمٌ فيـه إصــرارٌ وقصـــــدُ
يـقولُ الســجن لم يقصيكَ عنا لأنـــك بيننــــا فـــــــكرٌ ونقــــدُ
فيــا أبتــي لأنــك في عريــنٍ بـه طعـــمُ الصـــراع المرِّ شـهدُ
تـفكَّرْ في الحيـــاة فـإن فيـها مـقالٌ نصّـُهُ في الكبـر مجــــــــد
حســـامٌ آخر العنقود ســـيفٌ يُشَـرَّعُ في الشــدائـد فيــــه زودُ
همـــامٌ مشــرق الوجه جلودٌ لـــــه الآفـــــاق أبـــعادٌ تُـــــــحَدُّ
يـــقول الثأر لا يروي غليلي فـذاك الغـادر الموشــومُ وغـــــدُ
لإن خلــــَّفته في السـاح ملقى بـمعركة بـها الأوغـــاد حشـــــدُ
تـفكَّرْ كيف تسمو فوق جرح بــوقفة ثـائــرٍ في الهــام طــــودُ
كـما الآمال في الأحلام تصحو يـبدد حالك الظـلمـــات عَـــــــوْدُ
لمـن أهـوى ويـحملني خيـالٌ كأنـني بينـهم شــــرح وســـــردُ
لمـا عانيتـــه في البعد عنهم أقـاويلٌ وأحقـــادٌ وجحـــــــــــــدُ
كفــى يـا قلبُ تـحملني اليـهم فـإن الشـــــوق للأكبــــــــاد وأدُ
فقلبي قد غدا في الحب مُضْنىً ينـــوء بـحملهِ ويــقول صــــــلدُ
سـأسرد آهتـي والكــلُّ صـاغٍ فيـجري الدمــعُ يُــحْفرُ فيه خـــدُّ
لَكيـف النبـل في الانسان كبرٌ وكيــــف الغــدرُ إجحافٌ وكيــــدُ
فبيــروتا * بفعلتــه يـــــهوذا تـكامل فيـهما إثــما فـــــــــأردوا
يسوعا مثـل قـصر مات طعناً بقبـلة حـاقدٍ للنبـــــلِ لحـــــــــدُ
هي الأيــام تكتب بعض سطر بـآلامٍ لنــــا للنبــــــل ضـــــــــــدُّ
وتـبقى صرخة للآه تــــروي عذابا ســـطَّرَ الأنــــات خـلْـــــدُ
وتـصرخُ آهتـي عتـباً ولوما لمـن رافقتـهم زمنـــا فأبـــــدوا
بـوقفتـهم علـى أطـــلال قلبي منـافــذ للحيـــاة بــــــــــــها أودُّ
مـعانقــة الـردى للـذود عنهم فــكلنا واحــدٌ في الحرب فـــــهدُ
ولكنـي فُــجعتُ بـهم وظنـــي بـدولقـة* وقـد أردتـه دعـــــــــد
وحمزة إن قضى فالرمح عبدٌ ولاكـت كبـــده في الغــل هنـــــد
سيبقى حمزة والقــــــول فيه قضـاء اللـه مـا منــــــه مــــردُّ
وتصرخ آهتي والسجن فيها نــــــداءٌ وقعــهُ إنـــي لغمــــــــدُ
لكل سيـــــوف حاضرنا وعزٌّ لمـن فـي الحـقِّ عقبــانٌ وأسْـــدُ
سأبقى شمعةً والشـــمع قلبٌ فتــائلها بـــــــــه ظـــلمٌ وقيـــــدُ
فيحرقها أسىً لتموتَ غيــظاً ويـبقى نـابضاً للشـــعب نجــــــدُ
اكليل –عرس ، بيروتا –بروتس ، حمزة –عم الرسول “صلعم “
دولقة – هو دولقة المنبجي مدعي نظم قصيدة اليتيمة ، هند – زوجة ابي سفيان أم معاوية ، دعد- أميرة نجد