أحلى النساء

لمّا عَشِقْتُكِ أنتِ يا أحـــلى النســـاءْ
أغْـرَقْتُ في شعري وأدْمَــنْتُ الغـــناءْ
إذْ كُلما سَطــَّرْتُ حــرفاً شَــــــــــدَني
للآخـــرِ المجنـون لحــنٌ فـي الحِـــداءْ
فغَدَوْتِ في شــعري قصيـداً كلـــــــما
جُنَّتْ رياحُ الشــوقِ وانقطــعَ الرجــــاءْ
أتَــرَنَّـمُ الشــــــعرَ المُـــقَفّى عـــــــلَّهُ
يُشْــجي ويُسْعِفُني بــبعضٍ من عـزاءْ
فلـقدْ كَتَبْـتِ عـلى الفـــؤادِ قصيـــــدةً
عـــــصْماءَ مطلعُها : تَـــــغَزَلْ ما تشـاءْ
فـأنـا خُــــلِقْتُ جميــــــلةً بمفــاتــــــنٍ
جُمِعَتْ بها كُلُّ النساءِ على الســـــواء
فالعطـرُ عطـــري كُــــــــلُّ وردٍ منـــه أو
زهــرٍ تعــــَطَّرَ عَلــَّهُ يـــــــلقى الثــــناءْ
واللونُ تَمــْواجُ الســـــــــديمِ وبــــعضُهُ
نَسَجَتْ بـه الأقــــــدارُ لـــــــــوناً للـرداءْ
أفَــــلا تَــــراني كيــفَ أنَّ أُنـــــوثـــــتي
ضاقَتْ بها سُــــــدُمٌ على رَحْبِ الفضاءْ
فغدَوتُ جـــوهــرة بهـــا  قـــــد رَصَّــعَتْ
تــلك َ النجومُ وشَمْسُها هذي السماء
والاســـــمُ قد عَشِــقَ الإلــهُ جمــــالَهُ
فغــــدى متيــــمه وعاث به الشــــــقاء
يـا مَـنْ عـلى عتبـاتِـها أجثـــــو كــــــما
عبــــدٌ تضــرَعَ للإلــه بــــــــــلا دعـــــاءْ
مُسْــــــتَغْفِراً كيـف الإلــــه عَشــــوقَـــهُ
فيـــصوغ لون الإقحــــوان من الدمـــــاء
وأنــــا عـلى خَــطْوِ الإلــه أصــوغُــــــــهُ
مــن لــهفتي بشـــــراً تَـــــنَزَلَ في ألاءْ
أفـــلا تَـرَيْـــني كيف أني في الـــــهوى
أُضْـــنى وأهْــزُلُ راجياً منكِ الشـــــــفاءْ
إن تـــنفعِ النجـــــــــوى فهـذي لـوعتـي
فَتَخَيَّـــري مــا بيــن عِشْقي والرثـــــــاءْ
قد أجمـــعَ الشُــــعراءُ كيف بِقَيْسِــــهمْ
أودى للــــــهفته بـــــه بُعْـــدُ اللـــــــقاءْ
هيـا هــلُمي وانزعي عنك الـــــــــغضــا
فلقد تســاوى الجـــــــمعُ في دارِ الفناءْ