أردن ما لك

خيــار المرء في دنيـاه يــوما تبضــع

ليــــوم بــه يــختار طـــوعه مـبضــع

حـياة لهـا قــــول وحيــــد وســــــــنة

حصــادك في دنيـــاك ما كنت تـــزرع

فــهذي حيــاة لايـــــكون بــــها فتـــى

سـوى من لعز لا يـــهيبه مـــــــصرع

يـــجاهد في دنيــــاه حتى ممـا تــــــه

يـــــكون حيـــاة للحيـــــاة مشــــــرع

طمـــوح فـلا يـأخـذه منـها متــاعهـــا

فــــــلوح يـرى فيـها الكفـاح تــــمتــع

فمــا لــذة العيــــش الكريم بيـــــومــه

ولكنها فــي مــــا يشــــــاد ويــــرفــع

تــــبواء فيــــها الـعز من ســنواتـــها

مراتـب فخـر في المكانــة أرفـــــــــع

فلا العمر في التعداد بضع عد يدهـــا

ولكنــه في ما يـــــــــخلف ، مبـــــدع

فــكم من عذابـــــات يــذوق مســـــهد

بتـوق ، فـلا يســـهو ولا هـو يهجـــع

يشــــــاغل فقــر الحــال فقره عنـــوة

ويجـتث منـــه مـــا لتـــــوقه يمــنـــع

ليســـــتنهض المـــأمول كل عزيمــــة

ويمنحــه مـن عـزمـــه مـا يشـــجـــع

فـــلا مـا يلاقيه الجسور من الضنـــى

يـــكون على ما تاق ، وقعه ، يـــردع

عــلى العـــكس منه فالتحدي يثيـــــره

ويـجعل إمكــانــاتــــــه تـتـنـــــــــوع

وهـــــــــــــذا مقال ليس فيـه تبجــــح

ولكـــــــــــــنه سيف الحقيقة يشـــرع

فـلو أدرك الحكـــــام أن مــــــــآلهـــم

إلـى الشـــعب أيـامـا عليه لماادعـــوا

فمن كان يســــــتغبي الشعوب لظنـــه

بأنـــه في تضليل شعبـــــــه يبــــــرع

فـــذا الشــعب في حــذق يـرد فكاهــة

وتســــــتطرد الأيـــام فيــه تقـــــــرع

لنـــا في العراق اليــــوم خير وقيعـــة

تثــا ر أمــام الحاكميـن إذا وعـــــــوا

فهـــــــذا العراق المســـتباح سؤالــه

تـرى أيـن من كانـوا وكيف توزعــوا

وأيــن جمـــوع السافكيـــن دماءهـــم

وهــــــــل هي ترنو للعراق وتصــدع

فإن كان ما يسري على الفرد مثـــله

على دولـــة للشـــعب ترعى وتجمــع

يصـــح عليها القــــول أنــه مثـــلمـــا

تـــكون، يـــكون الشعب فيها تطـــوع

مطهرة ميــــــزانها الحق راجـــــــــح

اليــــها يـــــعود الشعب دوما ويدفـــع

فــإن لقنتــه كيــــــــف يبني تضامـنــا

تضامن ، حيـــث الخيـــــر فيه تطلـــع

وإن ســـــــاورته ريبـــة بيـن قولهـــا

وبين فعل لها ، ثوب الشرائـع يخلـــع

يثــــور عليـــــها دون أي تــــــحفـــظ

ويضــرب في عمق الشـريعة إصبـــع

يصــــــح عليها أن جرما تجيـــــــزه

يــــرد لهــــا يـــوم الوقيعــــــة أفظـع

فـــــــــــــللحكم أن يختـار بين فعالــه

وبيـــن شـــــروط في مصيره تطمــع

تجرده مـن كــــــــــل خيــــر لشـعبـــه

وفي لب ما يخشــــــاه تجري وتقبــع

وتــــــــــعمل في تخريب لحمته كمـــا

تســـــــوق له الأعراض حتى تــروع

فما حيــــــــرة الحـــكام غير تخـــوف

يســـــائلهم في الحكم ما أنت مزمـــع

يـــقول إذا الساعات تخفي هواجســـا

تجمـل بـطول الصبـر عنــك ســــتقلـع

ففي الصمت مردود الزمان مضيـــــع

فــــلا هـــو محجم ولا هــــو مســـرع

تــــمر بــــــه الأيــام تـرقب صبــــــره

تحســـــــــــــــر بعد الانتظار ويخــنـع

فمـــــالك أردن الكفــــــاح مســــــالـم

كأنــــــك فيــــــه من بلائـــــــه تقـنـع

فــــبين الرحى أنت الذي ليـس عــنده

ســـوى أنـه ما بينــها يـــــــــــــتطلع

ففي الغرب منك اليوم ينهض ثـــــائر

وفي الشرق يُحتل العراق ويُــصرع

ميــــاهـــــك أردن العطــــاء ســخيـة

وطــــاهرة للغــــوث تسـعى وتـهـرع

وأرضــــك في التـــاريخ معركــة لهـا

صدى منذر ، رايــــــات مؤتة يـرفـع

وشـــــعب جلود في الشهامة مغــرق

لـــــه الصخر من أنـاتــــــه يتضـرع

تــــــــلوذ بصمت فيـه كـــل تــــرقـب

وتنسى الذي في الصمت منك تفجــع

وفي خجـــــل تبني خيامك إن دعــت

اليهــا عـــــون من ســكوتك تدمـــــع

فما ضر، من أهلوه ماتوا جميعهــــم،

حيـــــاة بها حبـــــــل الوداد تقطــــع

تخاف قويـــــا يعتـــــــدي مـــتوعـــدا

وتنســـــاق في ركب المسالم تبــــــع

على كــــل حـــال كـل ما قيـل كنهــــه

لدى الشــعب معروف وثوب أرقــــع

حمى الله أيــــــــام العراق وشعبـــــه

وثـائـــــر بـاب الخـــلود ســـــــــيقرع