إلى رجل أنيق

     

(1)

زرقة البحرِ سرابْ

وماؤهُ

لجُّ أجاج

وبصدرهِ الحيتانُ تبحثُ عن فرائسها

وكذا الكلاب

في العمقِ

عتمتُهُ

بياضُ الموجِ

إن أرغى وأزبدْ

ــــــــــ

(2)

يأسي

على الحزنِ الذي

ما زال يبني عشَّهُ

بين الضلوعْ

يأبى على دفنِ السرورِ مضجعاً

دون كفنْ

ويقولُ يستقرِ الكتابْ:

ويلٌ

لمن ملكوا الحياةْ

طوبى

لمن

في جنةِ اللهِ

يولون العذاب

إنَّ اعترافي بالأناقة وحدها

يبقى

على نحوِ اعترافي

بالأفاعي جلدها

يغريك ملمسهُ

بما لذَّ وطاب

لكنها

مهما تعرَّتْ

أو تلوتْ

سمِّها

أثمٌ زعاف

في كل حرف من خطاب

ـــــــــــ

(3)

لا تقل لي سيدي شيئاً

فأنتَ

مثلما كل الذين قد تعروا

فوق أعمدة الصحافةِ

واللياقهْ

وتبرجوا

في صدرِ قاعات المرايا

وبشاشةِ

الرائي

وأمواجِ الأثير

إنهمْ

يا سيدي

كل الذين تباركوا

بالكذْبِ والتلفيقِ

والصوتِ الرجيمْ

وتنصلوا

من كلِّ آهاتِ الثــكالى

واليتامى

والعذارى

والنجيع

وبنوا

من قطرةِ العرقِ

الموَّسَّدِ فوق أخدودِ الجبينِ

قصورهمْ

وحضورهم

في عرس آلام الضحايا

ـــــــــــ

(4)

لكنه أبداً

اليومُ أمسٌ

وغداً

تُبتْ يدا أبي جهلٍ

كما تُبَّتْ يداك

ـــــــــــ