الدكتور هيثم مناع (1)

بدأت المحادثة في 30 يوليو

2013/07/30 07:14 صباحاً
Georges Maamari
مواطني العزيز ،
الدكتور هيثم مناع
تحيةً سورية
راعني ، بل وأخافني وأفزعني وأرعبني .. ومرادفاتها وأخواتها وأشقاءها وكل ما يمتُّ لعائلتها بصلة .. ردك على سؤال مواطنٍ مغربي يسألك : هل الإطاحة بنظام أو فرد يستحق كل هذا الدمار وهذه المجازر البشعة ؟ حيث أجبت / أنا أظن أن السؤال لا علاقة له بالأوضاع السورية ، هو سؤال مجرد ، ممكن تطرحه على اليابان .. أن تطرح السؤال بهذه الطريقة تكون قد ابتعدت عن الواقع العياني وما سرنا به واليه ../ هذا الرد أو هذه الإجابة على سؤال بسيط كل البساطة وعلى نحو إجابته ، لم يكن يستدعي كل هذه الإطالة في تبرير عدم الإجابة ، الإجابة وبكل بساطة .. لا ، وبإمكانك بعد ذلك الاستفاضة في تبرير / التحوّل / الذي أشرت إليه .. أما أن تجيب على نحوٍ أثار استهجان مقدم البرنامج ( اليابان ليست في دمار اليوم ولا مجازر.. ) فهذا منتهى الاستخفاف بالعقول المتلقية لمثل هكذا إجابات ، ومن ثم ، ما هو ( الواقع العياني ) الذي تفضلت بسرده للتهرب من الإجابة البسيطة المنوه عنها أعلاه ، هل الواقع( العياني) الذي منعك من الإجابة عن التساؤل هو أنه : / متفق عند الحاكم والمحكوم ، أن الأشهر الأولى كان هناك حراك شعبي مدني.. هكذا يقول بشار الأسد ..الستة أشهر الأولى كانت سلمية ، نحن سميناها حراك سلمي مدني ، أو ثورة من أجل الحرية والكرامة ، أو سميناه انتفاضة ، مو مشكلة الأسماء ، المشكلة أن السلمية كانت صفة أساسية في الحراك ، تحويل الصراع ، هنا المشكلة الأساسية ../ مما يفيد أن المشكلة التي نعاني منها اليوم هي من الذي يتحمل مسؤولية تحويل الصراع ، لصراع مسلح ، ومن المسئول عن هذا الدمار والخراب على مختلف الأصعدة والمستويات .. وكأن ما نعاني منه اليوم هو البحث عمن يتحمل المسؤولية، لا عمن يوقف هذا النزف في الدم السوري وبشاعاته وفظاعاته ، وعمن باستطاعته وقف هذه الجرائم المروعة والتي أذهلت العالم ، ومما يفيد أيضا تحميلك الدولة السورية ( النظام وفق مصطلحاتكم ) مسؤولية ما جرى وما يجري على مدى السنتين والنصف الماضيتين ، وعلى الرغم من أن هذا ( الواقع العياني ) الذي ألمحت إليه ـ ولم تشأ أنت أن تراه ـ لم يكن مسؤولية الدولة لأسباب عدة أبرزها ، بل وأهمها تصريحكم على قناة سفك الدم السوري / من أنه عرض عليكم إدخال السلاح إلى سورية ثلاث مرات .. /* والمنشور في 30 /3/ 2011 ، أي لم يكن قد مضى على قيام /… حراك شعبي مدني ../ كما تدعي خمسة عشرة يوما ، كما ويفترض أن يكون ما عُرض عليكم سابق لهذا التاريخ بحكم المنطق والضرورة ، بما يعني أن تحويل الصراع لم يكن من قبل / النظام / بل كان مهيأ له قبل دخول الجيش لدرعا ، وهذا ما أكده ( الصياصنة )* باعترافاته بتاريخ 6/10 /2011 أي بعد سبعة أشهر من الأحداث وفيها يسرد كيف أن السلاح كان موجودا قبل دخول الجيش بزمن طويل .. يؤكد ذلك ( ياسر عبدو النابلسي )* الذي أدلى باعترافاته المنشورة بتاريخ 3/ 5/2011 أي بعد مرور شهرين على بدء الأحداث ومما يفيد بالضرورة أن ممارسات النابلسي قد سبقت اعترافاته… أي أن الرئيس بشار الأسد الذي اعتمدت خطابه وتصريحاته ، لم يكن يعترف / بسلمية الحراك الشعبي المدني / بقدر ما كان يحاول ستر عورة الأحداث التي اندلعت في درعا والتي ـ وإن سلمنا جدلاً أنها لم تكن تحمل السلاح ، لكنها كانت تحمل سلاحاً أخطر بكثير من الكلاشن ، إنه سلاح الطائفية المذهبية والذي راهنت عليه مختلف الدول الضالعة في سفك الدم السوري كما تكشف لاحقا .. وهذه اعترافات (علي زيدان ناصر)* من انخل محافظة درعا والمنشور بتاريخ 22/6/ 2011تفيد ما نذهب اليه وتؤكده.. والأمثلة كثيرة ، / فالواقع العياني ، وتحويل الصراع.. / لم تعد له مبررات هذا الدمار وهذا الخراب وهو ليس في صالحكم ، كما تحاولون إقناعنا به، وهو ليس إدانة للدولة ( النظام ) بقدر ما هو ادانة لكل من رفع السلاح في وجه الدولة ، أياً كان السلاح ( طائفيا ، مذهبياً ، كلاشنكوفياً ، تعاملاتياً مع قطر والسعودية ومن لفَّ لفهما من الخرفان والذئاب والكلاب والمأجورين والعملاء والانتهازيين والوصوليين واستخبارتيا ودعواتياً للناتو للتدخل في سورية لحماية / الحراك السلمي المدني / الذي تدَّعون من دون وجه حق بدايته في درعا ,, ).
أخيرا ، آمل تقبل ما تقدم برحابة الصدر المعهودة بالمفكرين والمثقفين ، والتي لا بدَّ لكم منها لتقبل ما قد يرد في رسالتيَّ اللآحقتين حول ما تفضلتم به في حوارية (نقاش) على /فرانس 24 / التي لا تقلولوغا في سفك ا للدم السوري عن غيرها من قنوات العهر والرزيلة السياسية والإعلامية التضليلية




وتفضلوا بقبول احترامي وتقديري جورج معماري