بكائية دمشق
شــامي وحــبي أضنيـــا قــــلبي
فـــكلاهما كالســـهم في الجنْــبِ
بــدمـــوعهــــا تبــــكي أحبــتها
وأنـــــا بهــــا أبـــكي على حبي
ياشـــامُ مــا خطــــب البــلاءبنـا
أهــــــوالــه منــا النهــى تسـبي
بـتـنـــا يــقاتــل بعضنـا بعضــــا
والكــــلُّ في دمـــه من الخطــب
بـــردى وقـــد جــفَّتْ مـآقيـــــه
بالآهِ يــــروي غصــةَ الكـرْبِ
والغـــوطتــان غدى شـــــبابهما
أغـــــرابَ من شرقٍ ومن غربِ
ما عـــــاد يـــــنفع فيــهما مطرا
فالأرض من صخـــرٍ بــلا تـرْبِ
وتشــــــاطر الغــــرباء وحيــهمُ
أنْ قتـــــــلنا من شــــرعة الرْبِ
ويـــــــكبرون على اســـتباحتهم
مـــــا حــــــرَّمَ الرحمن من ذنبِ
فكــــــأنني بهـــــــمُ أبـــا جهـــلٍ
يُـــــــــــــفتي بقتل محمد العربِ
يــــا شـــــامُ إن ضلَّ السبيل بنا
فمنـــــــارةٌ تـبقيـــنَ للــــــــــدربِ
تـــــــــومي بحبٍ دافــئٍ أبــــــداً
لنـــــــــلوذ منك بصدرك الرحــبِ
إنْ أثــــــقلتْ منكِ الجراحُ هوىً
يــــــرضى المحبُّ غفارة الصبِّ
رُدي إلينــــــــــا ما افتقدنـــــــاهُ
من غوطتيـــــــكِ وظلك الرطب
فـــــــلعلها تُمحى خطــــــــــايانا
متطهــــــــــرون بمائك العـــــذب
وتـــعودونا فيـــــــــــروز أغنيـــــةً
يا شــــــامُ عودي الحدوَ للركبِ