جئتُ
جئتُ إليكِ نازفاً من جـرح أخــرى
ضمدتِ جرحي وانطفأتِ فيَّ جَمْرا
1
أصغي إليكِ كــــيف أني في الهوى
حبٌ لديكِ فيه عنـي ألفُ ذكــــــرى
يــــوم التقيـــــنا في الصبا غُرانِ لا
نعرفُ من هـذي الــــدنى إلاّهُ سِـرّا
حبٌ تــــنامى في مدى الاحلام وال
أحــــــلامُ كم تجني من الأوهام مُرّا
كيـــف تـــنائـــينا ولــــــما نجتـــني
بــــعدُ من اللــذاتِ والأشـواقِ قَـدْرا
كيـــــف الى عمـرٍ غريبٍ قد مضتْ
أقـــدارنا بي وانتـــهى للحــلمِ عُمْـرا
تـــمضي بيَ الأيـــــامُ لا أدري بــها
في كـــلِّ يومٍ أشـــتكي الأقدار عُذْرا
لكنــــني مــــا زلـــتُ من حبي اليـــ
ك أرتمي في الشوقِ والتذكارِ صَبْرا
2
ذكَّـــــرْتِني كيفَ الهوى ألهَبـــــــــني
من لهفتي عواطـــــــــفاً فقــلتُ شِعْرا
كيـــــــــفَ كتبتُ الشعرَ عنـكِ والجوى
يرســــمُ وجـهاً رائـعاً يــــــزدانُ طُهرا
كنــــــتِ التي لــــــها القصيـــدُ يـــنتقي
قـــــافـــيةً وكنــتِ أنـــتِ فيــه شَــــطْرا
حتى تـــــــنائينا فصــــارَ الشــــعر ُللـــ
تـــــــــــــذكارِ والأشــــواقِ ذكْــــــــــرا
هـــل تــــــذكرينَ القبـــــــــــلة الأولـــى
وقد ضاع احمرارُ الخدِّ من عينيكِ عِطْرا
أو عنـــــــــدما التــــفتْ يــــدي من نشوةٍ
للــــحبِّ فيــــنا والتــــوى بالقــــدِّ خَصْرا
أو عنـــــدما لم يبــــــــقَ إلاّنــــا بســـــاحِ
الرقــص حتـــى نــــــلتقي لليــــل فَجْـــرا
مـــا زال نبــــضُ القــلبِ في ســمعي وفي
إيـــــقاعِ شــــعري مُذْ ضممتُ منكِ صَدْرا
3
مـــازلتِ في عــــــيني كـــــــما عهدُ الصبا
أشْـــــــــــتَفُّ من عــينيكِ من خديــكِ خمْرا
لاتـــجزعي فالحبُّ ريـــــــحٌ وشــــــــــراعٌ
وســــــــــــــــفينٌ ولـــــــه الأزمــان بَحْــرا
إن يَـــمْخُـرِ العمــــرَ ســــــــــيبقى مثـــلما
كـــــــــــان ويـــبقى واصـــــلاً بالبحرِ بَرّْا
بـــعدَ رحيــــــل العمرِ عُــــــدْنــا والتقيــــ
نــــا هـــكذا يـــــــــغدو لـــــقاءُ الحبِّ أجْرا