غابت بثينة
في كل صبحٍ التـــــقيها في الضحى
فوَّاحـــةً فالعطرُ من عبقٍ صـــــحى
والنورُ يشدو اللونَ في تــــــعلالــها
تلك النسيمات الـ بها الصوتُ امحى
كالشمس تشــرق كل صبــحٍ مــــرةً
وأنـا الـولـوع بـها كمن فيـها انتحى
أتـــرنــــــم النغمــات مـن نـــظراتها
تتخطف النظـر الخجــولَ بمـــستحى
وكتـــابها إن ســـاءلته ما النــــــهى
تتـــــقلب الصفحات حيرى إن وحى
الحــــــبُّ نـــــــارٌ يــا بثينـة حـاذري
فيه الثـــنايا والشـــغاف كما الرحـى
يــــــــتعصَّرُ الأرواحَ فيــه نبضهــــا
والقـلـــــبُ للـغصات كم منها دحــى
ســــــــــــــاهٍ أنا عما يجول بفكـرها
والــــــــقلب منـي للغــرام مـــــلوحا
غابـــــــت بثينة لم أعد شمسـا أرى
والليـــــــل خيـــــم مــثقلا مترنحـــا
وقبعـت في ســــــري أضمد جرحـه
فالقلـب مني من أســــــــاه مجرَّحا