كنتُ أخونه

      

أفضت بسرها

بعدما درجت

على الخدين منها

دمعة

وبكت بصوت

بعضه

بوح الكلام:

كلما حاولت

أن أسعى إلى ما قد أكونه

كنت أخونه ..

                  1

هكذا يوم ولدت من جديد

والنور في أفق الحياة

أسعى إليه

هكذا

في كل ما أسعى إليه

أخطأت في المسعى إليه

عبثاً ،

كانت خطايَ تقودني

              وتحثُّني

كي أمضي في بحر النجاة

فأغوص

دونما أن أعوم

من دون أن أدري

بأني مائتٌ روحاً

في كل ما أصبو إليه

 في كل ما أرنو إليه

 في كل

ما حاولت دوما

أن أكونه

                 2

هكذا

حاولت يوما أن أُحِبْ

فإذا

بالحب نزف روحي

ووريدي ضجَّ من وقع النزيف

وشغافي ظمأت

ما عادت القطرات تكفيها

ومات الحب في قلبي قتيل

متسائلاً

أتراني قاتل للحب

أم مجرم

مثلما قالت ظنوني

 أم أنني

أعطيت من قلبي

ومن خفق الحياة

ما كان للحب حياة

فإذا به أولى الضحايا

مثلما كنت الأخير

                   3

هكذا

يوما

يراودني السراب

أنِ اقترب

في البعد ماء

لاتخشى وهج الصيف

وانتعل العناء

إن قرحت قدميك

رمضاء الشقاء

ففي البعد

ماء       

هكذا

حاولت أن أخطو

لأحظى بالشراب

إنما كان سراب

 وكذا كان الظمأ

يكوي ضلوعي

وحنيني

واغترابي

هادئا فوق نيران الأمل

هكذا

كلَّت خطاي

كلما حاولت أن أمضي إليه

                  4

ماكان في ظنيَ سرابا

كان ماء

ما كان في ظنيَ ماءً

كان سراب

وكذا سقطت خُطايا

ما عدتُ أدركُ

أنني في وحدتي

كنت السراب

وأنني أهذي

وقد جفَّت عروقي

وانحنى مني الألم

وحنى مني السؤال

مجرم أنت

وقد أدركت أنه لا سراب

بل  كان ماء ً

إنما أنت كسيح

                 5

هكذا

 أيضا  ظنوني

أستلُّ منها

كل يوم ما يحاكيني ويحكي قصتي

وتحاكيني جراحي

وما بين الجراح

رغم ما أخبو به

رغم ما أكبو به

رغم ما قيل

وما قد لايقال

أنني اسعى إلى ما أصبو إليه

خائنٌ ما كنت يوما

إنما بين الضلوع

خافق ما زال يخفق

في ضلوعي مثلما خفق الحياة