كيف علينا فهم أحلامنا

طرح أحدهم عليَّ سؤالا بلغة ركيكة قائلا : ( يقولوا لي عند الحي عند الميت وفي احلامنا نراهم يشكون او فارحين او منذرين والله اعلم ) فكان جوابي له على النحو التالي ، انشره للفائدة ولتساؤولات قد يتساءلها المتابعون :
الأحلام يا صديقي هي مجرد تقاطع معرفي ، بمعنى ما يُخَزِّن العقل الباطن جملة من الأحداث اليومية بعضها مكتمل والبعض الآخر تنقصه معلومة ما ليكتمل ويتم تخزينه في ذاكرة العقل الباطن ، فحتى يتم له ذلك يخاطب العقل الواعي عبر الحلم ، والحلم ليس سوى رسالة إن استطاع العقل الواعي الاجابة عليها ـ أي تفسير الحلم بالشكل المطلوب من العقل الباطن ـ تتم عملية التخزين وإلا فسيستمر القل الباطن بإرسال الرسائل عبر أشكال عدة ، هنا لا بد من التنويه بأن الأشخاص الذين تراهم في الحلم قد لا يكونوا هم المعنيين في الرسالة الباطنية ، كذلك الأمكنة وكذلك التوقيت ، هم مجرد أدوات لإيضاح مضمون الرسالة من العقل الباطن ، لذا فإن الأحلام تنقسم الى أحلام تواترية أو بالأحرى تراكمية لأحداث يومية أو أفكار لحظية عابرة ليست بذي أهمية للتخزين فيعمل العقل الباطن على إزالتها عبر الحلم ، ـ كعمال النظافة الذين يجوبون الطرقات يوميا لإزالة القمامة من الشوارع ومن ثم إتلافها ـ وأخرى تنبئية ، أما الأولى فهي ما سبق شرحه ، أما التنبئية فهي أحلام نادرة ، لكنها مع ذلك ذات أهمية بالغة إ، ذلك أنها تقاطعات لأحداث مرت أو يتوقع حدوثها الحالم أو قد يرغب في حدوثها ، كزيارة أحدهم أو أو قدوم شخص أو يرغب في حدث ما أو قد يتوقع أن يكون شيء ما …الخ ، فيلبي العقل الباطن ذلك من خلال المعلومات المتوفرة لديه وتقاطعاتها في نفطة يصح فيها القول أنها أشبه بمصفوفة رياضية تحمل أكثر الاحتمالات حدوثا ، النوع التالث من الأحلام هي مجرد إزالة العقل الباطن لتراكمات معرفية ليست بذي معنى وأكثرها يكون فيزيولوجي كأن يكون أحد أعضاء جسدك قد أصابه الخدر من وضعية نوم غير صحية فينبئك العقل الباطن بضرورة تعديل الوضعية عبر رسالة ترى فيها أن كلب ، او أفعى أو قاتل يشهر عليك سلاحا ، فتركض خوفا منه ، فتحرك العضو المخدر من جسك للوضعية التي يعود فيها تدفق الدم إليه ، في مختلف الأحلام تبقى الأمكنة والأشخاص مجرد رموز ليس لها معنى ، المهم في الحلم الفكرة التي تستخلصها منه ، فإن نجحت في ذلك توقف العقل الباطن عن إرسال رسائله ، وإن لم تنجح سيكرر العقل الباطن رسائله بأشكال أخرى وشخصيات أخرى وأمكنة أخرى …