# لوحة
المشهد الأول
كان صغيراً
عندما خطتْ يداهْ
كلَّ ما كان رآهْ
ثمَّ راحتِ الأيامُ منهُ
تنهلُ العمرَ صباهْ
لوحةٌ رسمتْ فيها السنونُ
كلَّ لونٍ في سماهْ
حبهُ الأولُ
وصداقاتٌ كثيرَهْ
حُلُمٌ راودَهُ
وعذاباتُ شقاهْ
وغياباتٌ
بعادٌ وحنينْ
رددَتْ آهٌ صداهْ
لوحةٌ
هو هذا العمرُ يرسمها
حلْمُنا
يمزجُ الألوانَ فيها
مثلما كان اشتهاهْ
المشهد الثاني
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أطَّرَ اللوحة لونٌ من رمادْ
هذا كلُّ ما كان جناهْ
لم يملَّ الرسمَ يوماً
إنما
بهت من اللون سناهْ
كلما خطَّ طريقاً
آخرٌ كان تلاشى
تعبتْ منهُ خطاهْ
فكأنَّ الرسمَ محتومٌ عليهِ
وخطوط الضوءِ واللونِ مداهْ
بزغتْ في ليله المطوالِ
منه نجمةٌ
أحيَتْ بهِ
ما كان من عُمْرِ صباهْ
حبُهُ الأولُ منه الذكريات
عاد للونِ بهاهْ
كتبَ الشعرَ وغناهُ هواهْ
لم يعدْ
من لوحة العمرِ سوى
ما كانَ يحلمُهُ غناهْ
المشهد الثالث
ــــــــــــــــــــــــ
ما استساغت
من هواهُ لحنهُ
هجرته
نجمةٌ
وقصيده
كلُّ ما كان ابتلاهْ
ومواويلاً
عن الحبِّ صداهْ
كانت اللوحة عنه اكتملتْ ب
خطوطٍ من سوادٍ لهناه
نبتت
في أرضه
زهرةٌ
شبتْ ومن دمعٍ جراهْ
رسمتْ في أفقهِ
كلَّ ألوان السديم
وفضاءٌ
ليس منه منتهاه .