4 ـ رد على محمد كريشان
4 ـ لماذا سوّفتم وكابرتم وقتلتم حتى تحولت مظاهرات سلمية تهتف وترقص إلى مجموعات مسلحة يزودها الخارج بالسلاح؟ أهم ما في هذا السؤال هو اعترافكم بأن ما يجري في سورية هو من فعل هذه المجموعات المسلحة التي يزودها الخارج بالسلاح والمال والمرتزقة من كل أصقاع الأرض ومن شذاذها ومجرميها وقتلتها وسفاحيها ومغتصبي طهارة هذا الشعب الأبي الذي بقي على مدى العصور يقاوم أمثال هؤلاء .. تساؤل هو اعتراف غير مباشر بما يقوم به حاكموا خليجك وقطرك وسعوديتك ، وهو بحد ذاته اعتراف بأن هؤلاء هم سافكي الدم السوري وأن هذه المجموعات المسلحة لا تحرضهم سوى قناة جزيرتك وعربيتك والتي أنت أحد أبواقها وأنك أنت المشارك الفعلي في ما يجري على الأرض السورية من قتل وذبح وتشريد واغتصاب وترهيب واستباحة كل مافي الضمير الانساني من قيم تحت مسمى لا معنى له هو الجهاد أو في سبيل “الحرية والديموقراطية ” التي تدعون دفاعكم عنها في سورية والتي كان الأجدر بكم أن تطالبوا بها في جزيرتكم بكل مافيها من همجية وقبائلية وخروج عن كل ما في هذا العصر من قيم وفضائل إنسانية ، جزيرتكم القاحلة والتي بات كل ما فيها مصطنعا ومستوردا لكن مضمون هذه الجزيرة لم ولن تغيره مستوردات عصر لا تنتمي إليه .. أما عن قولك أنها مظاهرات / سلمية تهتف وترقص ../ فهذا قصور نظر عزَّ مثيله في التاريخ ، لأنه تجاهل وتغاضٍ عما كانت هذه المظاهرات تهتف وترقص على أنغامه وعما كانت تبيته في هتافاتها ورقصها مما ينفض عنها برقع السلمية التي كانت تدعيها ، ذلك أنها ومنذ أن فكر أول “سوري ” بالتظاهر ، كان قد رفع سلاحا من أخطر سلاحات البشرية على الاطلاق ، لقد كان سلاح الطائفية التي ما أن يرفع(شي عار)ها ـ في أي مجتمع من المجتمعات على وجه الأرض ـ حتى تنقلب حياته لجحيم كالذي تعيشه سورية اليوم ، كوسوفو و ميانمار وبورما و أندونيسيا خير مثال ، وهل تذكر كيف صاغت جزيرتك في وثائقيتها أو في برامج عدة هذه المذابح ، دفاعا عن إسلام وهابي ..، هو سلاح كسلاح العنصرية العرقية التي ذهب ضحيته ملايين البشر ، ومثاله الذي تقشعر له الأبدان هو رواندا حيث قتل مليون ومئتي الف رواندي خلا شهر واحد ، هو أيضا كسلاح الطبقية التي جاء بثورة إكتوبر للإطاحة بالإقطاعية الزراعية في روسيا وكم حصدت هذه الثورة من أرواح ، وهو أيضا كسلاح “صراع الحضارات” الذي اتحفنا به (هايتنغنون) والذي تمارسه دول الغرب ـ الأوروبي والأمريكي ـ على شعوب العالم والذي نلمح أجلى معالمه في الحرب العالمية التي تشنها هذه الدول على سورية عبر قطرك وسعوديتك وتركيتك الوهابية السلفية والتي لم تستطع أن تتملص من مجازر الأرمن في بدايات القرن الماضي ، هذه الوهابية التي ترفض رفضا قاطعا الاعتراف بالآخر كائناً بشرياً ، تماما، كما النمط اليهودي الذي يرى غير اليهود مجرد كائنات وجدت لخدمتهم أو أنهم ( غويم ) وفق مصطلحات الغيتو الصهيوني .. هو ذا السلاح الذي دقَّ ناقوس الخطر في الدولة السورية ، من أن ما تمارسه مظاهرات ” الربيع العربي” في سورية ليس سوى مقدمة لما نراه اليوم من قتل وذبح واغتصاب … والذي كانت قطرك من أولى الدول المساهمة في إزكائه على الأرض السورية منفذة بذلك أوامر أسيادها من الصهاينة اليهود والأمريكيين والأوروبيين والأتراك .. وبعد كيف يمكن القول بأن ما ظهر في سورية منذ بداياته كان سلميا أو هتافياياً راقصا ، قد يصحُّ هذا القول على مسلحيك ومدمني مخدراتك وناهبي وسارقي أمن وآمان ولقمة عيش السوريين ، قد يصحُّ على مرتزقتك وسفاحيك ..الراقصين على دماء السوريين والهاتفين لوهَّابيتك المقيتة ، قتلا وذبحا واغتصابا … هل تعرف أيها الانبطاحي المتزحلق من هي باسكال هي هذه الروح الطاهرة التي تمثل ذروة ما قامت به عصاباتك ((((((((الهاتفة والراقصة ))))))) هذه المقالة لروح الشهيدة باسكال وكافة شهداء هذا الوطن الذين لا يحلمون بحوريات في الجنة وإنما في عودة الأمن والأمان والطمأنينة لربوع هذا الوطن الغالي