هي مجرد امرأة

 

 

 

 

اعتقد، وبقولٍ واحد لا رجعة فيه،أن المرأة بنصف عقل، وإلاَّ كيف يمكن لنا تفسير تفوق ماري كوري على أستاذها وزوجها بير كوري باكتشافها لعنصر الراديوم المشع ؟!!

 

بل إنها لأكثر من ذلك، ضلع قاصر، هو أبداً بحاجة لحماية الرجل، وإلا فكيف لنا أن نفهم وقوف زنوبيا في وجه الإمبراطورية الرومانية بإعلانها استقلالية المملكة التدمرية ..؟‍‍‍‍‍ ‍‍

 

ثم من ذا الذي يقول أن المرأة في مستوى يؤهلها إن تتخذ قراراً في أية مسألة كانت، وهي التي جعلت من القائد الروماني انطونيوس، ينقلب بجيشه الغازي لمصر لمجرد أنه مؤتمر بأمر كيلوباترا ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

 

والسؤال المحير فعلاً، هو كيف لنا الركون لامرأة في إدارة حياتنا السياسية، ونحن نرى كيف قادت مارغريت تاتشر حرب الفوكلاند ؟ أو كيف تمكنت /تونغا/ من مواجهة محاولة الاغتيال بالانتصار على خصمها في الانتخابات الأخيرة؟‍!!.

 

بل والأكثر من ذلك كله، كيف كانت انديرا غاندي الزعيمة التي قادت حزب المؤتمر لجولات عديدة من الانتخابات للتبوء رئاسة الوزارة لمرات عديدة في الهند؟

 

أليس من المفيد أن نتسأل كيف يمكن للمرأة أن تقود شعوب متخلفة على نمط بنغلادش وسيرلانكا والهند؟!

 

ومن ثم،كيف نفسر كون بيرون مجرد صدى لزوجته الأولى معبودة الشعب الأرجنتيني، وكيف تمكنت إيزابيلا، زوجته الثانية، بعدما بكت الأرجنتين الأولى، أن تقود الحزب البيروني وتنتصر..؟

أو كيف تمكنت /استيير / البيت الأبيض مونيكا من بيل كلينتون، وهل كان هذا الأخير بقادر على استيعاب وتقبل خيانته لزوجته كما تقبلت هي ؟وهل من خادمة لبلادها ومضحية بحياتها من أجل وطنها أفضل من /ماتا هاري/ ولن يفوتنا في هذا المجال تناسي »جان دارك« وهي الراعية الأمية من قيادة الشعب الفرنسي لمواجهة الاحتلال الإنكليزي لبلادها داعية للتحرر، بل وكيف يمكن لنا تفسير الحكم عليها من قبل كهنة الفرنسيين بالموت حرقاً ؟ألسنا، في الحقيقة أمام أشكال، لم نستطيع حتى الآن من حله، ونحن في بداية الألفية ثالثة مما يدفع للاستغاثة قائلين:أيها الرجال، ألن تكفوا عن نعت المرأة بأسوأ الكلمات والصفات، ثم لتعودوا بعد قليل لتتغنوا بها شعراً وغنائاً وتموتون ولهاً وعشقاً لرؤيتها وسماع صوتها، ألا تعتقدون أن هذا دليل على تناقض في شخصياتكم؟.

 

أيها الرجال، كيف يمكن لكم أن تفهمونا كيف (جدي لعب بعقل تيس)؟ أو كيف تستثنون على الدوام من كل ما يقال بالمرأة أمهاتكم و أخوتكم وبناتكم وأحيانا نادرة زوجاتكم ؟! أوَ ليست أمهاتكم وأخواتكم وزوجاتكم نساء، يمكن أن تنطبق عليهم بعضٌ من نعونتكم التي تطلقونها على باقي النساء أم أن ما ينتمي إليكم يجب أن يكون منزه عن كلِ أخطاء العالم.

 

ونادرة هذه مقصودة، إذ كيف لا يتقبل الواحد منكم أن تكون أمَّ بنيه على الشاكلة التي يصف بها المرأة على الدوام؟ هل مجرد لأنها زوجته؟.

 

هل يعقل أن يكون الواحد منا هنا وهناك في آن واحد؟ وهل من حلٍّ لهذا التناقض؟.

 

وهل يتفق الرجل وابنه في نظرتهما حول امرأة واحدة زوجة وأم في آن واحد؟.

 

وكيف لكم أن تقنعونا بغير قوله (صلى الله عليه وسلم) الجنة تحت أقدام الأمهات؟ أو كيف نقرأ أينما حللنا «رضاكِ يا أمي». ثم نأتي ونذم النساء، أوَ ليست هذه النساء أمهات لغيرنا، وزوجات وبنات، أتوقع أن في هذا الكثير الكثير من الإجحاف، إن لم أقل القتل المقصود.

 

أو كيف يرى الرجل محبوبته بذات العين التي يرى فيها أخته، وكيف يطلب ممن يهيم بها ويرفض أن تقدم شقيقته أو أمه ذات الشيء لمن تحب؟ أو كيف يتقبل من امرأة ما لا يتقبل أن تعطيه ابنته لمن تحب؟أليس في كل ما تقدم شيئاً من التناقض إن لم يكن كله؟.

 

أوَ ليس ما ننعت به المرأة هو في جوهره دليل اضطراب وقلق نفسي يتحكم بنا؟ ألن نكف بعد عن هذا الهراء الذي نسميه رجلاً و امرأة؟ وهل يجب أن تبقى المرأة دون هي المسؤولة عن كل ما هو سيئ في هذا المجتمع وتُعتبر المثل السيئ والمفرِّط دوماً بالأخلاق والفضيلة ويبقى الرجل رب الأخلاق الحميدة؟.

 

أليس كلاً منهما وجهان لعملة واحدة هي الإنسان؟

 

أوَ ليس لهذا الإنسان ذات المشاعر والأحاسيس والقدرات؟ هل يمكن للسلب أن يكون دون الإيجاب؟ والأبيض دون الأسود؟ والجذب دون النبذ والطويل إلى جانب القصير؟ والغالي إلى جانب الرخيص، والجمال مقابل القبح؟ والأخلاق في مواجهة الرذيلة؟.

 

أليس من الخيانة، كل الخيانة أن يكون الإنسان خائناً لذاته قبل أن يخون أي شخص أخر.

 

أليست المرأة، أختاً وأماً وابنة هي في أخلاق الرجل؟ أوَ ليس هذا الأخير في خداعه ومراوغته و.. هو امرأة أيضاً.

 

هل القيم الفضائل والمثل حكراً على عالم الرجال دون النساء بعد كل ما تقدم؟ فإذا كانت الإجابة بنعم، فليجرد كل من الأم والأخت والابنة من مثلها وأخلاقها وفضائلها، وإلاَّ فما الأزمة التي نعيش إلاَّ ازدواجية لا مثيل لها في نرجسيتها وانتهازيتها ووصوليتها ونفعيتها وأنانيتها لا تصم إلاَّ القائلين بها!!!.