أواه يا بلادي

أواه يا بلادي

أواهُ لو يغيب

عن شاطئٍ ووادي

عن دارنا الحبيب

ذاك الذي ابتلانا

بالحزن والدموع

وعاثَ في ربانا

فقراً لكي نجوع

وهامَ في سمائي

يلاحقُ النجومْ

والشمسَ مع سنائي

والريحَ والغيوم

والدمعَ في المآقي

والشوقَ والحنين

فباعدتْ رفاقي

أيامها السنين

تاهوا وفي البراري

للبحثِ عن عرينْ

يعيدهم لداري

لدفئها الأمين

لكنهم تواروا

فالغابُ من حرابْ

وكلهم تباروا

للذودْ عن ترابْ

لولاه ما تنائتْ

عن بعضها العيون

كلا ولا تشاكتْ

من ظلها الغصون

وهاجرتْ طيورٌ

أدركها الصقيع

طالتْ بها عصورٌ

تنتظرُ الربيع

وجفت السواقي

ما عادَ في الغدير

ماءٌ ولا بواقي

من ذلك النمير

ما عادَ في جناني

ضوعٌ ولا ورود

حتى ولا بناني

أشارَ للرعود

أواه يا بلادي

حدادكِ السقيمْ

هل يردعِ الأعادي

ويطردِ اللئيم

تعودُ أمْ سنحكي

حكاية الهجران

أيامنا ونبكي

عصارةَ الأحزان

أواه لو تناءت

عن بعضنا الظنون

وانكفأت وشاحتْ

عنا يدُ المنون

أواهُ لو تلاقتْ

عيوننا في عيد

واغرورقت وماجت

بالدمعِ هل يعيد

صفاؤها لأرضي

براعمَ الزيتون

فبعضها وبعضي

روائحَ الليمون

فتزهرُ المراعي

ويورق الشجر

وزهرةٌ ببابي

تغفو على حجرْ

وتحتفي طيوري

ويهدلِ الحمام

حنينهُ لدوري

يعيشُ في آمان

في كوةٍ من داري

وحوله الفراخ

وتأنسُ الزراري

من طفليَ الصراخ

وتعشبُ المراعي

ويكثرُ الحصاد

ويومنا تداعي

فالعرسُ للبلاد

وكلنا أماني

نقتطفُ الوعود

ويومنا أغاني

نايٌ معاً وعود

وتنتهي المآسي

والبعدُ والبعاد

وترقصُ الأماسي

وتنـزعِ الحداد

أواهُ يا بلادي

أواهُ لو يغيب