أوّاها

 

تلك التي في البال سكناها

     ما لـي أراك اليـوم تســـلاها

في غربة من حرقة تبكي

     لاتشتـــــــــكي لكنّ أوّاهـــــا

أصداء أمنية بها عاشــت

     لا ترتضي في الحبِّ إلا هـــا

يا قلب ُهلْ قلتَ الهوىعتِبٌ ؟

     هل تشتكي من كان يهواها

أم تُضنها الأيامُ من ألــم ٍ

     أو تُـبْكِها الذكرى لذكراهــــا

 

 

حبي لها يا قلب لو تـدري

     قد أرّّقـتنـي الليل عيناهــــــا

لمـّا رأيت الحزن عاد بـها

     لزمان وصل كان أبكاهـــــــا

فالدمعة البكر التي حفرت

     في خدِّها مجرىً لمجراهــــا

تحكي بها أقصوصة عبرت

     في أمسها واليوم تحياهـــــا

فـتذكُر المـاضي يؤرقـــها

     والحبُّ لا ينسى، لينســــاها

وهي التي عاشت به زمنا ً

     من عمرها الأحلام َأحلاهـا..

يومٌ شكا من نبضه وتـــرٌ

     قالَ : الهوى يضني ، فأضناهـا

لم تدر كيف الوجدغافلـها

     في خفقـــة منـه، فـأرداهـــا

فتأوّهت من حيرة وشكت

     في سرِّها:الأحلام إيّاهــــا!!

تلك التي تمضي بها ليـلاً

     وتقودها رغمـا لمرواهــــــا

وهناك تبني من قصائدها

     أبيـات شــعر ٍ جلَّ فحواهــا:

نبضات قلبي الحب أضرمها

     نارا ليبقى القلب مأواهـــــــا

 

وتعود من أحلامها فجرا

     بعيـــونها تـروي حكاياهــــا

كم مرةً ضمته وارتعشـت

     أهدابها نشـــوى بـرؤياهــــا

كم مـرةً عبثـت قصــائـده

     في شعرها أو داعبـت فـاهـا

حتى إذا جـُنََّ الهوى بهما

     وتنهّـــَدا  بـالآه لحظاهـــــــا

زرعت به في قلبها آهـــا:

     تلك الدنى يا طيب ريَّـاها”

 

 

طالت بها الأحلام ما حفلــت

     فيـها ليــاليهـــــــا وقـد تــاه

فيها الهوى ومضى يشردها    

     وينــوء بالأحـــلام مـــغزاها

فحبيبها شاد الهوى وشدى

     لكنــه بالحـــب مـــا فــــــــاه

 

أوّاهُ يا قلــب تـذكـرنـــــي

    من ذكــريـــات العمـر أحلاها

فأنا الذي شاد الهوى وشدى

     وتـــــركتـها آهــا لبـــــلواها

وزرعتها أمـلا لتحصــــــده

     آلامهــــا والحــب أقســـــاها

ونسيـــــت من حب لها قلبا

     أشــــــقيته يــــوما وأشقاها

لكنها الأ نّات من ألـــــــــم ٍ

     تفضي بهاالذكرى  لنجـواها

أحببتُها ، واليومُ أذكــــــُرها

     وأُعيـــــــــد للكلمات معناها

أحببتُها… ، لكنـــــــه قدري

     صاغت أمانيــه  لدنيـــــــاها

أقمارها ونجومها وغـــــدت

     أفلاكها للشمس مســــــراها

راحت تلون يومها بغـــــدي

     وتُعِــــدُّ من بعضي سجاياها

كانـت تطــاوعني مؤمـــــلة

     أن تشــــبك اليسرى بيمناها

فسكبتُ روحي في مفاتنــها

     وأضفـــــــتُ للآتي عطاياها

ومزجتُ حبي في فضائلــها

     وجبــلتهم فـــــــرحا بتقواها

وكمالها نصَّبْتَــــــــهُ ملكـــا 

     لجمالهــا يحـــكي حكايـــاها

علَّمتها لحن الهوى فشـــدت

     والحب والإخلاص مغنــــاها

فترعرعـتْ في لهفتي ورأتْ

     أني لها في الحب ســــلواها

أدميتها في الحب ، لا أدري

     .. بمصابها ، فالحب أدمـاها

 

 

فوقفتُ مشدوها بما فعــــلت

     كفي كما الفاروق في طـــــه

فأنا بها قد صغت في بشـر ٍ 

     آيات كان الله أوحـــــــــــاها

هذي ملآكٌ !! كيف أقربها؟؟

     فالقــــلب كالإيمــــــان آواها

لا ، ليس حبــــا ما يخالجني

     لــكنه أمـــــــلٌ بــــــلقياها!؟

 

 

أحببتُها والحبُّ عانــــــدني

     فرضيــــتُ أن أبقى مرايـاها

حتى نأت أحلامها عنهــــــا

     كي يصبح التذكار مثــــواها