أيلول
عــاد إلـيَّ اليـوم أيـــــــلولُ متيـمٌ بالحـبِّ مكبــــــــــــولُ
يشـكو وعودي كيف واعدتهُ ذا العــام إن العَـوْدَ مـأمــولُ
لكنـــه والعـامُ ولـى أتــــــى والـواعـدُ الموعـود مخـذولُ
يـروي بحزني كيف وعدي عتا ما عاد يجدي فيه تأويــــــلُ
إذ مـرتِ الأيـامُ يـطوي بهـــا آمـــاله للصبـــر تــــــعليــــلُ
حتـى انتـهتْ لم يبقى منها له قـــولٌ ولا قـــــالٌ ولا قيــــل
حـييـته والـدمع من مـقلتــــي يُـجزي بـه التـرحابَ تأهيـلُ
ورحـتُ ألقـى فيـه أيــامــــــه كـــلٌ بـذاكَ الوعـدِ مشـــغولُ
فـأول الأيـــام منــه اشتـــــكى وعــدي وقــال عنـه تضليـلُ
اذ صـــوَّرتْ منـي الأمانـي له يـوما سيجـــلو الهـمَّ تبديــل
وغـافلـتــه طـول ذاك المــدى من فـرط أشـواقي الأضاليلُ
وآخـرٌ فـي الركن يبـكي تـرى ربـاه مـا للعَــوْدِِ تســــــهيلُ
قد مكنت مني الأسـى وحدتي والقيـدُ يـمضي فـيَّ تـنكيــلُ
والآه في العيــن من حســرة والخـافـق المكبـول معــلولُ
والكـاهل الممشوقُ من انحنى يمـشي وئيـد الخطوِ مـكلول
آحـادُهُ عـادتْ عتـابا فـــــــلي وعدٌ لها بالشــوقِ مجبـــولُ
قلـتَ ســتلقاها وتنــأى بـــها ويســـتظلُ القلبَ مكحـــــولُ
وتحضن الأعطافَ منها كمـا تـَنْهَلُّ فـوق الثـغر تقبيــــــلُ
وتـنتهي دفئـا عـلى خـــــدها والشعر فوق الصدر مهدولُ
والجُمَعُ التي التـقيـنا بهــــــا والحبُّ للقلبيـــن تـظليــــــلُ
نـاحـتْ عـلى القلبيــن ملتاعةً فـالوعـد بالقلبين مثـــــكولُ
والســبت في سـبوتــه لائـــماً هـل ينشـدُ الآفـاق مشــلولُ
هـل يُـثـلجُ الصـدرَ عليلُ هوىً هـل مـــجَّ غير الدمِّ مسلولُ
ما بعدَهُ للشـعرِ : لا.. قـائــلاً ما القولُ والفاروق مسلولُ ؟!
هـذا الـذي تحكيتـه في حبـها يغشـــاه من آتيــكَ مجهولُ
قـد تـعبثُ الأقـدار فيـه وقـــد يـذروه في النسـان تحصيلُ
كأنما الأشـعارََ مـا قــــــــُلْتَها أو عاشها في الحب متبولُ
تنساه في التذكار منها المنى ِ فالآتي من ماضيك منسولُ
وآخـر الأيـام منـه دعـــــــى : لا عُدْتَ في الأحزان أيلولُ
رثــى لحالي كيف ودَّعتــــــه جـرح لفـي الآلام مجبـولُ
أيلول 1993