الدكتور هيثم مناع (2)

مواطني العزيز ،

تحيةً سورية
في خلاصة، ما حاولت الوصول إليه ، أي تحميل ( النظام ) ما أدى ( لسرطان الحرب ) موضوع الحلقة ، فمن وجهة نظري المتواضعة ـ أرى به بيت الداء ، ذلك أنه لن يجدي نفعا ـ اليوم ـ أكان النظام هو الذي يتحمل مسئولية ما يجري أم غيره ، فهذه مسألة قد عفا عليها الزمن في ضوء ما نشهده نحن المواطنون العاديون على أرض الواقع ، نحن الذين آلينا على أنفسنا البقاء في وطن يتعرض لأكبر محنة في تاريخه الحديث ، رافضين تركه وحيدا في معركة وجوده ، نحن ونحن فقط من يحق لنا الحديث عمن يتحمل مسئولية الذي يجري ـ ولا حظ عبارة الذي يجرى ، وليس الذي جرى أو الذي سيجري ـ ذلك أننا نحن الذين يتحملون النتائج ، نحن المهددون في حياتنا وأرزاقنا وأولادنا ومستقبلنا .. نحن اليوم غير معنيون بمن أوصل الأمور لهذا المستوى من الوحشية ـ القتل والذبح والتمثيل بالجثث والحرق وقطع الرؤوس وشيها واقتلاع القلوب وأكلها نيئة .. والخطف والسبي واغتصاب الطهارة السورية وعلى الأرض السورية .. ـ نحن ممن لا يخجلون أن من عائلاتهم لم يسقط سوى سبعة وعشرون ضحية ، مقارنة بعائلة البيازيد أو المسلمة .. نحن الذين سقط منا المائة ألف قتيل ، أكان مبررا قتلهم أو غير مبرر ، أكانوا ممن حملوا السلاح أم ممن لم يحملونه .. فحسبيا الله في ما تقول / أعطيك مثل بسيط في درعا اثني عشرة رمزا ثلاثة منهم غادروا مبكرا أحياء وتسعة قتلوا .. ـ أخي وإبن عم والدي ، والان من العائلة سبعة وعشرين ، عائلة أمي وأبي يعني أنا بخجل قدام واحد من عيلة المحاميد أو عيلة الأبازيد أو المسالمة لأنهم فقدوا فوق السبعين../ نحن لا نخجل ، نحن نتأسف ، نبكي ، نتألم ، نجوع ونعرى ، لكننا أبدا نبقى في وطننا لا نغادره في محنته ببنيه ، نحن ممن لا يقبلون أن يطلق عليهم تسمية ـ لاجيء ـ في مخيمات النخاسة التي بيعت بها نساء المسلحين والمطلوبين وبناتهم ممن يدعون الشرف والكرامة المهدورة والمتمسكين بدينهم والمطالبون بالديموقراطية والحرية التي آلت بالنتيجة /// لدولة خلافة اسلامية /// لأن الذين خرجوا من وطنهم لن يستحقوا وطنهم ، ولأنهم نساء وبنات وأطفال مسلحون رفعوا السلاح بوجه الدولة ، فبات من حق الدولة أن تردَّ الصاع صاعين ، لأن الدولة وجدت لتبقى ، كما تقول أسطورتها وفلسفتها ونظريتها السياسية وعوامل وأسباب نشأتها …
/ وهنا أحيلكم لمقالتي في الديموقراطية المنشورة على موقعي وإن لم يكتمل بعد /
لم يعد ينفع في شيء البحث عن ذريعة تبرر جملة المواقف التي تقفها (المعارضة) أياً كانت هذه المواقف ، خاصة بعدما تكشف ما تكشف من ارتباطاتها وتعاملها وتخابرها حيث وصفتها قائلاً بأنها / تعطي للخارج دورا أساسيا على المجتمع السوري ، بيصير الخارج هوي يلي بيتحكم فيك … مشكلتنا اليوم إنو في تعبئة صارت ، جلبت لنا أموال وأموال ضخت من أجل هذه التعبئة ، نحن عندما نتحدث عن جهاديين نتحدث عن برجوازية جهادية .. إنو إدارة الصراع لم تعد أولا بيد السوريين ، العناصر الصغيرة المذررة من المقاتلين ليست موحدة ، واحد بالأردن في فيادة موحدة للجيش ، بعلاقة مع أخوه لبندر بن سلطان .. لكن بيجي مقاتل بروح عالسفارة السعودية بقولون عمي ما عم يعطونا هدول جماعة الاوتيل الفلاني فبيعطوه ، بيجي واحد سلفي حامل معو شناطي ورايح بدو يوزع على مجموعة تالتة .. وكل واحد ايدو الو.. / هنا المشكلة الحقيقية ، والسؤال الملح لكل ذي بصيرة هو كيف يمكن لنا الخروج من هذه الحالة ، حالة ( كلمن إيدو إلو .. )
في وضع كهذا ، وأمام معارضة كالتي وصفتَ ، كيف يمكن الخروج من هذا المأزق الذي تورطنا به جميعا من حيث لا ندري ، مع أن البعض كان يدري / وأنت تعرفهم جميعا / طالما أنك اعترفت سابقاًبأنه قد عرض عليك إدخال السلاح قبل أن تُنشب المؤامرة أنيابها و أظافرها في جسدنا وأن تبثَّ سمومها الطائفية التي اندلعت شرارتها الأولى في درعا .. هوذا السؤال المهم في مثل ما ذهبت إليه خاصة وأن معارصةً /..، لم يعد بامكان أحد أن يضبطها .. هون في غياب لأي تنسيق على الصعيد الوطني.. .. أنت في جو فوضى يسمح بكل الانزلاقات وكل الانحرافات وفي وضع كهذا ..لا تواخذني بيصير الانلاف لعبة أطفال../ إذن ، عشوائيات السلاح التي لم يعد بإمكان أحد ضبطها ، مع غياب لأي تنسيق على الصعيد الوطني .. وفي جو فوضى يسمح بكل الانزلاقات .. ومن حيث كون الائتلاف لعبة أطفال.. / كيف يمكن الوثوق بهكذا معارضة للخروج من هذا المأزق وهي التي لم تكتفي بتآمرها وعمالتها وارتهانها للخارج المعادي لنا تاريخيا ,, بل تشرزمت في متاهات التنسيق المفقود وباتت في صورتها النهائية لعبة أطفال .. هنا لا بدَّّ من العودة لما تفضلت به للمقارنة بين مسألتين الأولى قولك (عندنا لا مركزية بالتسلح .. لا مركزية في القرار .. والعمليات أحيانا مدمرة..) أما الثانية بحسب ما تفضلتم به فهي (رغم أن الجيش السوري أحادوه عن طبيعته ورغم الانسقاقات يلي صارت فيه ، رغم النزيف يلي عم يتعرضلو من سنتين ونصف ، في عندو قرار مركزي..) فبداهة تبدو الصورة أمامنا أن هناك جهة تفتقد لقرار مركزي بينما الأخرى تمتلك القرار المركزي ، فما الخيار ، أين يمكن لنا أن نجد الحل لما نحن فيه ؟، وأنت القائل: (..للأسف عندما تقدم تحليل قائم على تصور يرى العيب في الذات ويرى الجريمة في الآخر .. يفسر هذا وكانك تدعم السلطة .. موقفنا كهيئة تنسيق وموقفنا كديموقراطيين مدنيين .. من اليوم الأول قلنا اذا تسلحت وتطرفت وتأسلمة وسندفع الثمن جميعا وسننقل المجتمع من الثورة الى الحرب ) في المحصلة ، أيضا ، تُقرُّ باستحالة الوصول لنتيجة بين اللآمركزية في القرار ومركزيته ، بين ما انتهت اليه ( المعارضة ) وبين ( النظام ) وحاجتك لعلاج كيمائي طويل الأمد لا يُبقي ولا يَذر ويضعنا على كفِّ عفريت ،لا يبدو مفيدا لأن نتائجه لا تبدو كارثية وحسب بل وأكثر من ذلك مميتة ، وبحيث يضحى العلاج الكيميائي مجرد علاج لإطالة أمد الأزمة وتاليا استمرارية القتل والذبح والخطف وانتهاك الأعراض ومن وجهة نظري أيضا المتواضعة ، لم يعد يجدي هذا العلاج لأسباب شتى ، أبرزها ما تفضلتَ به أي /.. بصير الشيشاني الو صوت متل الحوراني .. هيك عم بيصير .. بيجينا واحد من برا بيمون عليك وبيستلم مناطقك وكمان بيعمل عليك هيئة شرعية… وتعطي للخارج دورا أساسيا على المجتمع السوري ، بيصير الخارج هوي يلي بيتحكم فيك..)
بين اللامركزية ـ عشوائيات التسليح وحيث ، العناصر الصغيرة المذررة من المقاتلين ليست موحدة ، وعدم إمكانية أن يكون تحت الأمر السياسي، أن يكون وطني، لا سني ولا شيعي ـ وبين مركزية القرار ـ حيث التسليح تحت الأمر السياسي ، وحيث القدرة على كبح جماح الخارج .. ـ أين نقف ؟ دون أن نعبأ بقول أحدهم عندما .. ( نرى العيب في الذات والجريمة في الآخر): / أنك تدافع عن السلطة / !!! ، كما هي الحال هنا في توجهي إليك ، أين نقف و / أنا وبعد أربعين سنة في المعارضة لا أمثل المعارضة ، الذي يمثل المعارضة واحد يختاره غيري… / ، أين نقف عندما يختار الآخر معارضتنا ؟، أين نقف من هذا الآخر الذي نعرف تمام المعرفة عدائيته وكراهيته وبغضاءه لكل ما هو سوري كائن من كان هذا السوري ، سنيّاً أو شيعيّاً أو درزيّاً أو مسيحيّاًّ ، كردياً أم عربياً أو سريانيّاً أو آشوريّاً أو أرمنيّاً أو تركمانيّاً أو شركسيّاً أو.. أو.. أو.. !!! وما همه سوى تحقيق مصالحه على حساب السوريين عبر من يتمسحون بأهداب عباءاته ويتلقطون فتات موائده ، أين نقف ؟ ونحن نجد أن الكثيرين من ( المعارضين) ـ / ميشيل كيلو،معاذ الخطيب / يجدون ذات العيب في المعارضة الذي تجدونه أنتم ، لماذا لا تتوحد جهود أصحاب ذات الرؤية للمعارضة لتشكيل جبهة واحدة تكون هي المتحدثة باسم معارضة، جدية ترى إمكانية الخروج من الأزمة بقرار وطني مستقل بعيدا عن معارضة نبذتها لارتباطات مشبوهة ارتبطت بها تلك المعارضة فكبلتها ولا تريد لها الخروج من المأزق الذي قادتها إليه هوذا السؤال الذي أتمنى الاجابة عليه في ردك إن شئتَ الرد ؟!
وتفضلو بقبول جلَّ اعتذاري إن بدوتُ في بعض العبارات قاسيا ، فما نعانيه يبدو أقسى من كل العبارات . والى الرسالة الثالثة والأخيرة أتمنى لكم التمعن واإمعان في ما هو مطروح .
جورج معماري

2013/08/2 11:13 مساءً
Georges Maamari

مقتل العشرات واصابة اخرين جراء استهداف السوريين
www.youtube.com
قامت ميليشيا الجيش الحر بستهداف السوريين وخاصة الاكراد بعد يوم من بيان الارهابي عبد الجبار العكيدي(قائد المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب) بأبادتهم عن بكرة…
12 أغسطس