لبنان القيامة

            

 

مِنْ ذُرى ُلبْنــان يبــــدو المَشْــهَدُ

 َأََََرْزُهُ التــــــاريـــخُ فيـــهِ يَخْـــُلدُ

 فَــَلــه مــنه سـِــجــلٌ يَـنْـحَـنـــي

كُـــلُّ سـِـــــفْرٍ مِـنْ دُنــانـا سُـــجَّدُ

كـــــانَ نــٍبـْراســـاً فَــمِنْهُ صَدَعَتْ

بٍنْتُ صَيْـــدونَ: بِقُرْطــــاجَ اقْتَدوا

ســـيَّرَتْ في هانِــبـَـعْـلٍ جَـحْـفَـــلاً

 وإلى رومــا حـــــداهُ المَقْصَـــــدُ

مَثَــــلاً أضْحى لرُومـــــا بَعْـــــدَها

“فعلى الأبْوابِ هاني ” اتَّحِــــدوا

وإذا صـُـورُ اسْـــــتَحَاَلتْ ضَيْغَـمـاً

لِـــــــدَواءِ الكَيِّ ثَــــــأراً تـَعْـمَــــدُ

وَجُـبَـيـْــلُ الحَـــرْفُ كا نَتْ مَرْجِعاً

أَبْجَـــد يّــاتٌ بـِــهِ تَسْــــــتَرْشِـــــدُ

وَلـِِـــزَيــنُـونَ رِواقٌ يـَـــصْطـَــفي

كُــلَّ مـــا لِـــلْـفِـكْـــرِ فيــهِ الرَشـَدُ

َكـــرَكَـــلاّ، أبْـنُ  ُُلبنـــــانَ اعْـتـلى

عَــــرْشَ روما ، وَلـــهُ ما يَـقْصُُدُ

 كَيـْـــفَ لا حَــــقَّ لمَغلُوبٍ بها ؟!

شَــــرَّعَ الحَــقَّ ليَسـْـــــمو العَــَددُ

هــكــذا بيـــروتُ كانـــتْ تَقْـــَتدي

بالأولى ، إنْ واجـَــهَتْ يومًا عَدُو

وابــْــــتَــَنتْ قانـونَها جـــامِعَـــــةً

ُتشـــــــْرٍعُ الحَــــقَّ ِلمَنْ يَســْتَفْرِدُ

هــــكــذا لـــــــبنانُ في أبْنــــائِـــهِ

فَــــــــهُمُ الآتــي وفيـــــه الرُوَّدُوا

وُحِــــــــدَتْ في أرْضِهِ كُلُّ الرؤى

كُـــــلُّ مــــا جــــادَ الإلـهُ الصَمَــدُ

آيـَـــــةٌ في عُــــرْسِ قـانـا نَــزَلَتْ

 أيـُّـــها النــاسُ إلى اللـــهِ اهْتَدوا

وبــــهِ خَــــــطَّ رَسـُــولٌ أعْـــــظَمٌ

هِبـَــــــــــةَ الله ِ، إخـــــاءً ، أحْمَدُ

وإليـــــهِ مــــارُ مــارونَ انْــــتّهى

 بَعْــــــــــدَما رُوما بِـديــن ٍتَـجْحَـدُ

وبـــهِ العَــقْـلُ ارْتَـقى في حِكْمَـــةٍ

 إْنـــما الـــــُدنــــيا وُجُــوهٌ جُـــدُدُ

قـَــــارَعَ الطُـــــغْـيــانَ مَرَّاتٍ بـــهِ

 إرْثُ شَــــعْبٍ ، كُــلَّ خَـصْم ٍيَـفِــدُ

فــــانْـضَوى الفِـــــكْر ُبِـتَيَّارٍ شدى

 لــَـــكَ لـُـــبـْـــــَنــــانُ نُصَلي نَعْبُدُ

 

هــــــكـذا لـبـنــانُ أضْحى قِـــبْـلَـةً

تُــــوغِـــرُ الصَـدْرَ بِبــاغى ٍيَـحْـقِدُ

فــَـــتَـــوَخّى النَيْــــلَ منـهُ ِخلْسَــةً

يــَــقِــدُ النـــــارَ جَحُــــودٌ عَرْبـَــدُ

أشــْـــــعَـلَـتْ فيــــهِ هَشـِـيماً مَـيِّتاً

قَـــــضَّ نَــوْمَ الهـانِـئـيـنَ المَرْقَــدُ

وانْـــبَرىكُـــلٌّ إلى تَيـــَّــــــــارِهِ!!

هـَــلْ يُـنـيـرُ الـوَعْرَ ذاكَ الفَرْقَدُ؟!

وِجـْــهَـةٌ كانَـتْ على غَيـــر ِهُـدىً

وَمَشــــى فـيها الجَهُــوْلُ الأَعْنَـــدُ

واسـْـــتَـفَـزَّ الـفِـكْـرَ جَهْــلٌ مُـقْـنِعٌ

للـ/أنا/: وحــــدي المَسُــودُ السَيِّدُ

هَـــذِهِ / النَحْنُ /اغْــتِصابٌ للـ/أنا/

و الأنــــا قَــــــوْلٌ وَحيــــدٌ مُفْــرَدُ 

وانْـــتَهى الأمْــــرُ بــِــلُـبْنانَ قـذىً

ضَيـَّـــــعَ الآتي بشِـَــعْبٍ يـَهْـجُـــدُ

بَعْـضُــهُ بـالنـــارِ أْلقى بَعْـضَــــــهُ

ُمن نــــــــجا منه شُـروداً يَشْـــرُدُ

جُــــرْحُ لُـــبْنانَ ، شــآمٌ ، نَـزْفُـــهُ

 وَجـَــع ُالــمُضْنى بـهِ يَـسـْـتَــنْجِدُ

بــَــــيْن َما فَـــرَّقَ شَــــرٌّ أوْصَدَتْ

شــَـــــــامُ بــابـــاً نـــارُهُ تَــتَّــقِـــدُ

فَـتُــجــيــرُ الكـُــــلَّ مَهْما فَـــرَّقَتْ

نــَــــزَعـــــــاتٌ  بـَــيْـنَهُم ْلا تُحْمَدُ

في شـَــمالٍ وجَــــنُوبٍ ســاحُـــها

تـُـجْــهِـــدُ الـنَــفْــــــسَ بما تَجْتَهِدُ

لَــنْ يـَضِرَّ الغائِــثُ الــلْهُوفَ مَنْ

يــَـنْــكُــرُ الفَــضَلَ لفَــضْلٍ يَـجْـهَـدُ

هـَــذهِ الشـــامُ التي نَعـْــــرِفـُـهـــا

كـُـــــلُّ نــــــارٍ لإ قْـــتِــتـالٍ تَـئِــــدُ

 

 

فــَــصَحى كُـــلٌّ إلى غـَـفْـــلَـتِـــــهِ

واســْـــتـَـفاقَ المـــارِدُ الـمُسْتَفْرَدُ

فاسـْـــتَشـَـــاطَ الحِقْدُ غَزْوا ضَرُّهُ

 يَســـْـــتَوي فيهِ الهَجودُ ..المُلْحِدُ

يــَــبْــتَغي لُـــــبْنانَ والشَّــامَ دَ ماً

عــَـــــــــلَّــهُ في ما ابْــتَلاهُ يَفْصُدُ

فانْــــبَرَتْ بَيــْــروتُ في أبـْـــنائِها

في الْــــوغى الأبــْـــناءُ مِنْها أُسُدُ

صمــــدت بَيــروتُ في وَجْهِ العِدا

رُغـْـــم َدَفْـــق ِالنارِ كانَتْ تَصْمُــدُ

والْجَــحيـــمُ التَهَبَــتْ مِنْ حَـوْلِهــا

طـَــــوْقُ بــغْيٍ مِـنْ بـُـغـاةٍ جُـِّندوا

يــُضْرِمــونَ النـــارَ في أرْجـــائِها 

حَــيْثُ لا نـارَ الجَــميعُ اسْتُشْهِدوا

كـُـــلُّ دارٍ بـاتَ مـِـنْ سَـاح ِالوغى

أهْــــلُهُ جُــنْــدٌ وبَـيْروتَ افْتـَـــدوا

شَـــــهِدَتْ أيَّـامَها كُــــلُّ الــــدُنــى

هُــــــوَذا تـــاريـخُ لُبنانَ اشْــهَدوا

قـَـــــبْـلَها صـورُ وقرُْطاجُ انْتَضَتْ

ســـَــــيْفَها ناراً بصَدْرٍ تَـغـْـــــــمُدُ

إنـَّـــما بيروتُ كانتْ قــُــــــــــدْوَةً

لَـفـَّــتِ النارُ بها مَنْ يَعـْـــــــــتَدوا

وتـَـــــــلـَـــــظتَّ ْنارُها حتى َغَدتْ

في أوارِ النــارِ غـَــــزْواً تــَـــطْرُدُ

 

هـَـــــــــــذهِ بيروتُ بغدادُ اشْهَدي

ســـــــــــــــائليني إنْ يَطولُ الأمَدُ

قَـــــدْ تـُـــمَنّي النفــــس َتَعْلالاتُها

 إنـَّـــــما الواقـِـــع َفيها يَكْسـُـــــدُ

غـــــاسِـــــق ٌيَنْسَلُّ فوضى وربى

واْنقِســــامٌ لإقـْـتِتالٍ يــــــَـــــــــكِدُ

فاحْـــــــــتِرابٌ وافــْـــتِقارٌ وضنى  

وضيــــــــاعٌ وحيـــــــــاةٌ نـَـــــكَدُ

مَنْ يـَـمُتْ بالسّيـــفِ أرداهُ الردى

وعلى البـــاقي سيَـَــقْضي الكَــمَدُ

 

قـَــوْلـَــــةُ التـــــاريخِ: ليسَ العَدَدُ

يــَــنْصِرُ الحقَّ وليستْ عُـــــــــدَدُ

إنــَّــما عـُـمـْــــرٌ تــَـحـَــدَّاهُ الردى

 فـــــــمضى عنْهُ يـَـزودُ الأوْحـَــدُ

وِقــْــــــفَةٌ للـــــعِزِّ تــــبْقى أبـَـــداً

 هي للتـــــــاريخِ واليــــوم ِغــَــدُ

يـَـتســــاوى الكـُـــل في إرْســائِها

 هـَـــرِمٌ، شيــــخٌ، شبــابٌ، خُــوَّدُ

هـــــكذا لبنـــــانُ في أبـْـــنائـِـــــهِ

تضحيــــــاتٌ وســـــمـاءٌ تُـرْعـِــدُ

ُينْشــــــدونَ العـِـــزَّ في ســـاحاتِهِ

والنشــــــيدُ الحـــــلوُ منه نُنُشِدُ :

        هــــذه الأرضُ لنا لنْ نــَــــرْتَضي      

  تـُـــربـُـها يــوما ســوانا  تــَـــلْحَدُ

هــــــذه النحنُ حيـــــــــــاةٌ وغنى

ولـــــــذا نــــــــحنُ بها  نَعـْـتَـقِــدُ