محار

 

أبعـــد رحيـل العمر جئـتَ اعتـذارَ

وعدتَ به شعرا وقلتَ محارَ

فيا ليتك الأيام فيه وليتني

قضيتُ به أطوي الحياة قفارَ

2

أراك لهمــي والهمــوم كثيــــرة

ســـؤال لبعــدي ضجَّ مــني وحار

فحزني عليكِ الهمُّ فيه أصابني

بداء به صار الأنين حوارا

فسطرته شعرا يقصُّ تعاستي

ففي عتمةالليل الطويل ..أنار

أنا إن أصوغ الحب شوقا فإنني

به لا أغني يل أجوب بحارا

لأبحث في عينيك عني وعن هوى

بها عاش لم يرض الرحيل فمار

قسوتِ عليه يوم أنت وحيدة

فأغضى حياءً ، ما تصدى وثار

كما ثار حبي في قنوطي ووحدتي

وأضرم فيَّ العزم نورا ونارا

وجاب حياتي والأماكن علَّه

يرى وجه من يهوى لتضحى مزارا

وحـــطَّ رحــال العمــر في سمراته

وأضـرم نــارا كي تظــلَّ منـــارا

ولم يكتف المفتون منك بقصة

فيدعوكِ قربي كي تطيبي جوار

ويملاء قلبي بالحنين فأكتلي

ويغمر منك الحب قلبي مرارا

فأقضي نهاري بين لحظك والجوى

وأغفو على تلك الأماسي انتظارا

أراك بقربي والحديث قصائدي

فتضفي على هذي القوافي وقارا

تقولين : أنت اليوم تروي مفاتني

وتحكي حكايا يوم كنا صغارا

ويــوم طــرزنـا بالـلألىء حبــنا

فثــار علينــا الأهـل منـه غيــارى

فطرنا إلى تلك الربوع بحبنا

نهدهده طفلا ونبنيه دارا

فدعها لنا سراً يموج بقلبنا

ولا تروها عند الأصيل سفارا

لتبقى شبابا في العيون ودفقة

وتبقى انتصارا ثم تبقى غمارا

أنـا ليـس عنـدي اليـوم غير قصائدي

وأبيـات شـعر ما تــزال حيـــارى

تردد ” منك الحب يملي قصائدي

فأرشفه خمرا وحلم عذارى”

هو الحب في الأرض الطهور ،كخصبها

يعيد الى هذي الصحاري اخضرارا

بدونه آمال الحياة جديبة

وأفياء هاتيك الفيافي صحارى

يعيد إلينا الروح ، ثم يزيدها ،

بهذا الجوى، رغم البعاد ، اختمارا

فلا تعجبي مني إذا البعد هاجني

فشعري كما هذا الأنين اصطبارا

فليس اعتذاري منك غير محبتي

وغير اشتياقي للصغار كبارا

وغيـر امتنـــاني للـوقـوف بعـزة

لتنتصري للطفــل يــوم تبـــارى..

وذات ، له حق عليك شبابها

فيأبى له حبُّ الشباب انتصارا

فيمضي عطاءً ثم فيض محبة

ويستلهم القلب الحزين ائتمارا

يقول له :” كفكف دموعك إنها

تفيض لآتِ فيه تُرسمُ غارا

سيأتي اليك الحب مهما تطاولت

ليال بها جار الزمان ودار

فدعني أصوغ العمر بعض فضائلي

أُعدُّ شبابي للحبيب ثمارا

ويبكي صباه والدموع بصمتها

مجاري أسى خطَّ السؤال مسارا

متى يا رفيق العمر تأتي وينتهي

مسارٌطوى هذي السنين اعتصارا

تعال الى دفئي فإني متيَّمٌ

لك الوجد غنى إن تمنى وطار

تعال سيكفيني لقاؤك والهوى

وكأس من الأحلام منه سكارى”

وأسمع في ليلي نداءك في الكرى

فأستلُّ شعري فالحنين أغار

وأبلى بلاء في شغافي وجنبها

وكيف به إذ ما الحبيب أستجار؟

سيمعن في أنّاته وجوارحي

سؤال لعمري : كيف كان وصار ؟!!

وهذا سؤال كم تلظى بخاطري

وقلبي لبعدي ذاق منه مَرارا

لكنني والحب بعض ملاحمي

أغني ” ليالينا لحبي عشارا

ستحظى أمانينا بطيب ثمارها

مهما الزمان المرُّ دار وجار..”

لأرضي حنيني كي يؤب وينتشي

بزهو انتصار كنت ِفيه محارا