هذه الدنيا

نحن في الدنيا سرابٌ ليـــس إلا
وبنا الأيــــــام تــمضي وتـــُوَلّى
مثلما كل الأولى نحن ســنمضي
دون أن ندري بما عشـــناهُ قبلَ
فكــــأنّا مــا ولـــدنا وارتحلــــنا
أو شغلنا من ثرى الأرض محلَّ
كيف نحياها وقد أضحت لديـــنا
فرصة من وقع ما كان تــــجلّى
فرصة ليس لها التكرارُ بُعـــــْداً
ومض نورٍ ظلمة القبر اســتحلّ
مثلُ أمــسٍ لم يعدْ لليــــــومِ منه
غيـر ذكرى: أنَّ ما كان اضمحلَّ
وانتهى ، ما عاد منه غيـر باقي
العمر يمضي، مثلما عـنه استقلَّ
يـومنا إشــراقُ شــمس لصبـاحٍ
ليس فيه من أصيل الأمـس ظلَّ
وغـــــــــداً يبقى ربيع اليوم فيه
تـزهرالـــــــصحراء بالأوهام فُلا
وكمــــــــا نحن كذا الأيام تمضي
وكـــذا ما كـان منه القـلب عـــلّ
من حــرامٍ وحـــــلالٍ وذنــــــوبَ
كــلها وهــــــــمٌ به الانسان ضلَّ
ليـس في الدنيا حـرامٌ غير قتـلِ
النفـس بالأعراف والتقليدِ قتــلا
أمســــنا ولـّى بمــا فيـه ويــــومٌ
مثـــل ضيــفٍ وعلــينا قـد أهــلا
فرحــــة اللقــــيا بـه أنـه حــــلمٌ
وســـــنحياه كما شـــــــئناه حـلَّ
هــذه الدنيـا جمـالٌ ليــس فيـــه
من عيوبٍ وبــــــــه الله اسـتظلَّ
فلما لا نحتـــــسي اللذات خــمراً
ونـــــــــــرى فيها جمالاً يتحلـّى
ونغني الآهَ لحناً وانتشـــــــــــاءً
بحبيب ومضة العمـرِ اســـــتهَلَّ
بعيــونٍ تشــرق البـســمةُ فيـها
كلما لاحَ لطرفِ العيـــن خِــــــلا
إن عشـقنا مثــلما نـحن نصــلي
فــإلى الحبِّ الجميعُ الوجهَ ولّـى