أيـــــلول

أيلول عاد وضنى هذا النوى

يحكيه وعداً ثم يحكيه هوى

ما زالت الآلام في أنّاتها

تـروي بحــزني كيـف ما نـبني هـوى

كيف تنائينا وكيف استحكمت

فينا ليالينا وأضنانا الجوى

كيف تلاقينا وفي أحلامنا

بيتاً سعيدا دافئا فيما احتوى

لكنما الأقدار تذرونا معا

كل إلى آهاته منا أوى

آهي ، ليـوم سـوف ألقـــاك بـــه

ترثو كأن اليوم في قبرٍ ثوى

حتى إذا راودتها عن خاطري

قالت أقاصيص هوى ليست سوى…

أضغاث أوهام ترأءت وانتهت

حلما ليأسي في أحاسيسي انزوى

آه لأطفال وقد خلَّفتهم

في الــدار يخشـــون إذا ذئب عـوى

أو يبحثون عن مجير في الدجى

والخوف أودى القلب منهم والقوى

صوت استغاثات لهم في مسمعي

لكنه ، للحال ،في قلبي دوى

قد كبلت مني عجاف قوتي

والمبتغى والسيف في كفي التوى

وبي أسى قيدي وجرحي نازفٌ

والسجن مـن عمــري ســنينا قد طوى

مضنايا أني لاأرى الاَّك لي

محبوبة والقلب منها ما ارتوى

أنا وأنت والهوى أقصوصة

فيها النوى يروي بحزني ما روى

مضنايا إن أيلول عاد وأنا

مــلقى هنا جـرح لـوعد يُـــكتوى

واعدتك العمر غلالاً والجني

دالية حبّاتها كلُّ المنى

والبيت عرزال لنا إيوانه

بضع شجيرات على ذا المنحنى

والغرس بعض الورد والريحان

والأحـلام ليـلٌ مقمـــرٌ فيـه الغـنى:

آه لليلايا على قيثارة

أوتارها قلبي وحبي والهنى

أغراك في وعدي هيامي والرضى

فالموسم الآتي لعينيك الغنى

والليل والآهات في أحلامنا

والحب منك يوم من قلبي دنى

فـــا للاحظ المفتـون كـم ارَّقـــني

لما تباشير الرضى منها رنى

يوم ارتضيت الوعد في أيلول كا ـ

ن الحبُّ أعراسا وباشرنا البنى

نبني بخصب الحب أحلام الصبى

نستودع الآتي ضياءً للدنى

نغفو وفي أحلامنا عرزالنا

والغرس فيه ضائع من حولنا

نصحو علـىومـض وقصــف ماطــر

والهول ألوانٌ بها ضاع السنى

ليل وإعصار وريح عاصف

فالجرف عاتٍ حار فيه حبنا

قد حطمت أنواؤه صاريتي

واقتلعت دفتها فيما أنا

أطـوى شــراعي بـاحثـا عنـك وعن

وعد لعينيك تولاّه الضنى

لم يق منه غير أفلاك طفت

ربّانها أنت ووعدٌ بيننا

ما بارحت رؤياكٍ جزعى ناظري

كيف تسلمتِ شراعي وانحنى

قلـب كـما الإيمــــان خـرَّ ضارعا

لللاه أن تحظى بنور شمسنا

رغم مرار الأسر كانت غصتي

كيف استحال الوعد حزنا لفَّنا

وعدي اليك هل سيخبو إن كدا

هل ضاع في أسري كما عمري سدى

أيلول هل وعدي يعود حلما

أم أنـه ممـــا أقـاســي قـد عـدى

ماذا أقول والهوى لي سائلٌ

كيف ستلقاها بلا وعد غدى ،

لها فؤاد سوف تلقاك به

إن سائلتك كيف ارداه الردى

ماذا تقول للتي في خاطري

جرح يئنُّ وحبيب يفتدى ؟؟؟

وعـــدي اليك بعض حبـــي فالهوى

صوت ووعدي منه ذيّاك الصدى

إن داعت أصداءه أسماعنا

أو لفت الأقدار منه مابدى

لن يكتب الإعصار إلا اسطراً

تحكي بأن الحب يحي ما بدى

حــبي إليـك العمـــر فيـه لحظـة

هيهات للأيام تحدو إن حدى

شوقي كهذا الكون في أبعاده

لن يمخرالعمر به كل المدى